زاوية سناء فارس شرعان
شهدتالعاصمة التركية مؤخرا انتخابات على مستوى البلدية واعضاء مجالسها ورؤساء اداراتها بعد فشل الانتخابات البلدية التي جرت في شهر مارس آذار الماضي واقرار رئيس منتخب لهذه المدينة الواقعة علي مضيق البسفور التي تتفرع على قارتي آسيا واوروبا …
فيالوقت الذي حسمت فيه انتخابات مارس آذار الماضي غالبية الكيانات البلدية والاحياء في هذه المدينة التي يزيد عن سكانها عن مليون نسمة الا ان موضوع رئيس البلدية لم يحسم في تلك الجولة من الانتخابات رغم ان الفارق بين مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم رئيس وزراء تركيا السابق ومرشح حزب الشعب الديمقراطي المعارض امام اوغلو لم يتجاوز ١٣ الف صوت.
الانتخابات الاخيرة حسمت الجدل الدائر بين اكبر حزبين في البلاد وتنافس مرشحاهما لانتخابات بلدية اسطنبول فقد فاز مرشح المعارضة امام اوغلو بفارق يتجاوز مليون صوت ما عكست تأييد الجماهير التركية له مع الشعور بانه لهم في انتخابات مارس آذار الماضي من قناعة سكان اسطنبول بالظلم الذي تعرض له مرشح حزب الشعب الجمهوري ومنع جماهير المدينة التركية التي يقع جذوتها في آسيا والجزء الاخير في اوربا في وضع يدفعهم الى تأييد مرشح حزب الشعب الديمقراطي رغم سيطرج الحزب الحاكم العدالة والتنمية على غالبية جماهير اسطنبول باعتبارها العاصمة التاريخية والاقتصادية ومركز الفعاليات السياحية والثقافية على مرافق المدينة في الانتخابات التي حسمت وضع المدينة الاكبر والاشهر والاهم في تركيا …
ما يؤكد ان التجربة الديمقراطية في تركيا ان انتخابات بلدية اسطنول لم تجر على اساس سياسي او في ضوء الخلافات بين الاحزاب الرئيسية لا سيما حزب العدالة والتنمية ذي التأثير الكبير والنفوذ الهام في تركيا الذي يسيطر علي غالبية اعضاء البرلمان والفعاليات السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية وحزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري الذي لم يسيطر على انتخابات بلدية اسطنبول في يوم من الايام.
ورغم هزيمة الحزب الحاكم وفشل مرشحه بن علي يلدريم في الانتخابات البلدية الا ان ارتياحا عاما عم تركيا ومدينة اسطنبول اكبر مدنها وان تعاطف جماهير المدينة مع مرشح المعارضة كان ما يبرره بعد ان شعرت الجماهير بالظلم لبلدية المدينة في الانتخابات التي جرت في شهر مارس آذار الماضي حيث كان مرشح العدالة والتنمية بن علي يرديم يتقدم على مرشح حزب الشعب الجمهوري امام اوغلو بنحو ١٣ الف صوت واعتبرت الجماهير التركية اجراء جولة ثانية من الانتخابات بمثابة اجراء ظالم للمرشح الجمهوري ما جعل جماهير اسطنبول من التعاطف مع مرشح المعارضة والاقبال على التصويت له في الانتخابات ما جعل الفارق بين الاصوات التي حصل عليها مرشح المعارضة ومرشح الحكومة زهاء ٨٠٠ الف صوت بعد ان كان الفارق زهاء ١٣ الف صوت في انتخابات شهر مارس آذار الماضي.
وبعد نجاح التجربة الديمقراطية في تركيا من خلال انتخابات بلدية اسطنبول ان مرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلديم استشعر بتأييد الجماهير المنافسة فاقدم على تقديم التهنئة له قبل الاعلان عن نتائجها … كما قدم رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان على تقديم التهنئة لمرشح حزب الشعب الديمقراطي على فوزه في الانتخابات للدلالة على حرية التنافس في الانتخابات وعدم الانحياز الى مرشح دون آخر في انتخابات بلدية اسطنبول … !!!