أ.د.محمد طالب عبيدات
أما وقد شارف شهر رمضان على الانتهاء ومعه سينتهي برنامج "أول مرّة" من على شاشة فضائية "الأردن اليوم" والذي بات حديث الشارع الأردني، كيف لا وهو من يقدمه الإعلامي العربي الشهير طوني خليفة الذي أبدع وأبهر المشاهدين كعادته، لا بل أخرج الكنوز والدرر والأسرار والخفايا الدفينة من قلوب الساسة والشخصيات الوطنية والعامة الأردنية، وأفخر بأنني كنت شخصياً حلقة الوصل والبداية بين إعلامينا الشهير وإدارة فضائية الأردن اليوم ليكون هذا المُنتج المفخرة والذي نتطلع أن يتكرر سنوياً على سبيل رفع مستوى الحوار بالنكهات والميزات المتعددة والمتكاملة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وإنسانياً:
1. تنوّع الشخوص المستضافين وطريقة اختيارهم وفق إدارة الشاشة والمبنية على نتائج مركز دراسات لرغبات وحاجات الجمهور الأردني والعربي المشاهد للبرنامج أعطت البرنامج نكهة التنوّع وعدم الملل وإن كانت فقرات البرنامج الثلاثة رتيبة لكن للأمانة قدرة الإعلامي طوني خليفة صديقنا العزيز وفن الحوار وآليات التواصل مع الشخصيات المستضافة أعطت طابع التجديد لدى البرنامج دونما ملل.
2. ساهم الأخ الإعلامي طوني خليفة في رفع مستوى وتنوّع الحوار الإعلامي المُقدّم للشارع الأردني وسقفه لعنان السماء –وهذا بالطبع لا يشكّل إنتقاصاً لإعلاميينا الأردنيين- وذلك من خلال تقبّل الشخصيات المستضافة لأسئلة في العُمق والحديث من القلب، وربما تَقَبّل الضيوف ذلك لقوّة وحنكة وسلاسة وثقافة وجرأة مُقدّم البرنامج ولتحضيره ومعرفته ببواطن الأمور وكأنه يعيش بيننا، وهذا بالطبع يُسجّل لطوني والفضائية والضيوف، كما يُسجّل للدولة الأردنية التي تسمح بحرية التعبير دون سقوف، وبات واضحاً أن المشكلة في بعض الإعلاميين المرتجفين والدليل وجود بعض الإعلاميين في بعض المحطات الفضائية الأردنية وفي برامج حوارية متميزين جداً.
3. ساهم مُقدّم البرنامج في استحواذ الجمهور الأردني والعربي إذ رفع عدد مشاهدي القناة بشكل كبير جداً لدرجة أن البرنامج غدا حديث الشارع الأردني حيثما ذهبنا، والدليل على ذلك كثرة المقالات وحوارات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية حول البرنامج، وحديث الناس والإطراء للبرنامج حيثما يذهب الإعلامي طوني خليفة، إذ كنّا شبه يومياً نلتقي في نادي السيارات الملكي أو في منازل العديد من الشخصيات الوطنية الوازنة وبحضور طوني وأحياناً إدارة الأردن اليوم لمناقشة ما دار في الحلقات التي تم تقديمها، فكانت التغذية الراجعة للبرنامج جُلها إيجابية وتؤشّر لنجاح التجربة.
4. تعريج البرنامج على فسيفساء الحياة السياسية والإجتماعية والإنسانية للشخصية المستضافة جعل للبرنامج لون وطعم ورائحة مختلفة عن كل البرامج في رمضان، إذ غاص مقدّم البرنامج في عمق العضلة القلبية والهواجس الفكرية والإنتماءات السياسية والشذرات العقلية والتطلعات المستقبلية لكل الضيوف، ما يعجز عنه الآخرين –الذين نعتزّ بقدرات الكثير منهم-.
5. لأول مرّة وللأمانة نرى السياسيين وغيرهم وقد تحرّروا من الشّد والتلكؤ "والكَشْرة" والرسمية من على شاشات التلفاز، فقد كانوا جُلّهم يواجهون المشاهدين بأريحية وإبتسامة من القلب مما سهّل على مقدّم البرنامج الغوص في مكامن الأحشاء والأسرار والخبايا وكواليس السياسة وحتى الأمور الشخصية لكل الشخصيات حتى درجة الإسترسال.
6. حاول البعض –إعلاميين وغيرهم- في البداية التشويش والإستنكار على البرنامج ومحاولات بائسة لإفشاله كون مُقدّمه من خارج الوسط الإعلامي الأردني، وكأن ذلك نقيصة للإعلام والإعلاميين الأردنيين! وهذا بالطبع ليس صحيحاً فالتنوّع والتمازج مصدر إثراء ويشكّل فسيفساء إعلامية وتزاوج رصين، لكن هذه المحاولات سرعان ما نأت جانباً لنجاح البرنامج وكثرة مشاهديه ومؤشرات ذلك كانت واضحة للعيان.
7. الإعلامي طوني خليفة وبرنامج أول مرّة وشاشة الأردن اليوم شكّلوا حالة نهوض شاملة لدى إعلامنا الأردني صوب الإنفتاح والسقوف العالية والحديث في الخصوصيات المفتوحة واللاممنوع وكثير من المفاصل الإعلامية الإيجابية، لكن المطلوب أن لا تقف محطاتنا التلفزيونية هنا بل أن تبقى في صعود، ومطلوب من إعلاميينا أن تصلهم هذه الرسائل الإعلامية وأن يأخذوا بها على الأرض، فإعلامنا ما زال بحاجة لأن يقدّم البرامج التي تُثبت تميزه بالواقع.
8. نحتاج لتطوير قدرات الكثير من الإعلاميين من خلال تلاقح الأفكار والتشبيك والإئتلاف مع شبكات إعلامية عربية وإقليمية وعالمية، كما نحتاج لتحرير عقلية مسؤولي الفضائيات من عقلية التجارة والربحية إلى عقلية الإبداع والتميز للنهوض بالإعلام ليصبح رسالة مهنية أكثر من تجارة وبزنس!
بصراحة: كان برنامج أخي الإعلامي طوني خليفة "أول مرّة" على فضائية الأردن اليوم الأميز والأنجح من كل الجوانب في رمضان، إذ غدا حديث الشارع الأردني في المدينة والقرية والبادية والمخيم، وعكس درجة من الوعي والإنفتاح والحوار المسؤول لدى الشخصيات الوطنية التي تم مقابلتها وكذلك جمهور المشاهدين، وكان مستوى الحوار المسؤول ذا سقف عالٍ، ونحتاج لميزات ونكهات هكذا إعلاميين وبرامج وفضائيات للنهوض بإعلامنا الوطني، وبإسم كل الأردنيين أقول أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم أخي "أبا النور" الإعلامي طوني خليفة في بلدكم الثاني الأردن الذي يرحّب بكل الأشقاء العرب، كيف لا وقيادتنا الهاشمية يعربية حتى النخاع وترحّب بكم والجميع دوماً في بيت كل العرب!