عمان - وكالات
على الرغم من خطورة الإنترنت المظلم (dark web) واستعمالاته المختلفة لشراء مختلف الأغراض الممنوعة، فإن استخدامه يمكن أن يوفر أمانا أكثر عند تصفح الإنترنت.
وتشكل مسألة الخصوصية مصدر قلق بالنسبة للكثير من المستخدمين، لكن يبدو أن متصفح تور (Tor browser) هو الحل الفعّال، فهذا البرنامج الخفي يعمل على تشفير مختلف بياناتك ولا يترك أثرا لما تتصفحه، وفقا للتقرير الذي نشرته مجلة "وايرد" الأميركية للكاتبة نيكول كوبي.
ما هو متصفح تور؟
يعمل متصفح تور على حذف سجلات التصفح وتنظيف ملفات تعريف الارتباط بعد كل استخدام، كما أنه يستخدم حيلا ذكية أخرى للتصدي للمتطفلين. فعلى سبيل المثال، إذا زار شخص ما موقعين مختلفين يستخدمان نظام التتبع ذاته، فإنه ستتم مراقبة المستخدم في كلا الموقعين، لكن باستخدام متصفح تور يمكن تحديد أنظمة المراقبة وفتحها عبر دائرة مختلفة مما يوحي بأن الأنشطة على الإنترنت تعود لشخصين مختلفين، وهكذا لا يمكن لمواقع الويب تتبع المستخدم أو تحديد هويته عند زيارة الموقع.
كيف يمكن تنزيل واستخدام تور؟
برنامج تور هو إصدار معدل من متصفح فايرفوكس، وتنزيله أمر في غاية السهولة، حيث يمكن تنزيله على الحاسوب أو على نظام التشغيل أندرويد أو "أي أو أس".
وعلى الرغم من أنه يمكن للبعض تحميل متصفح تور واستخدامه مثل أي متصفح آخر، فإن هناك بعض التعقيدات بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في بلدان يُحظر فيها استخدام هذا البرنامج.
لكن بمجرد تحميل المتصفح، يمكنك استخدامه تماما كأي متصفح آخر. وقد حذر أليك موفيت، وهو مهندس أمن معلومات في منظمة "مجموعة الحقوق المفتوحة"، المستخدمين من زيارة المواقع غير المشفرة، موضحا أن متصفح تور يملك ميزة تفرض على المواقع غير المشفرة تقديم نسخة آمنة في حال أمكن ذلك.
كيف يمكن الولوج للإنترنت المظلم عبر تور؟
يعتبر استخدام متصفح تور سهل تماما مثل عملية تنزيله. وقد أوردت ستيفاني وايتد، وهي مديرة الاتصالات بمشروع تور، أنه يمكن تصفح جميع المواقع على الإنترنت باستخدام متصفح تور على الرغم من أنه أبطأ من المتصفحات العادية، علما بأن الشركة تعمل جاهدة على تطويره وتحسينه.
وتنصح وايتد باستخدام متصفح تور عوضا عن استخدام "وضع التصفح الخاص" أو "الوضع الخفي" ذلك أنه على عكس ما يعتقده معظم الناس، لا يحمي هذان الوضعان خصوصيتك كما أنهما لا يستطيعان منع مزود خدمة الإنترنت وشركات الإعلان والمتتبعين من مراقبة شبكتك مثلما يفعل متصفح تور.
ليس مثاليا
ومع كل ذلك فإنه لا يمكن ضمان الخصوصية بشكل تام على الإنترنت، لأنه لا يزال هناك احتمال كبير في أن يتم تتبع أنشطة المستخدم على الإنترنت من خلال عُقد تور، على الرغم من صعوبة الأمر.
وبالطبع سيتمكن الأشخاص ومواقع الويب ومتعقبو الطرف الثالث من تحديد هويتك إذا لم تقم بإخفائها. وفي هذا السياق، قال موفيت إن العديد من الأشخاص يمكن أن ينشروا معلومات عن أنفسهم عن طريق الخطأ بمجرد نشر أسماهم الحقيقية أو عناوين بريدهم الإلكتروني أو تفاصيل أخرى تحدد هويتهم.
وحسب سارة جيمي لويس، وهي المديرة التنفيذية لجمعية أبحاث الخصوصية المفتوحة، فإنه حتى باستخدام متصفح تور، لا يمكن إخفاء هويتك بشكل كامل على الإنترنت، مشيرة إلى أن العديد من المواقع على الإنترنت تنتهك الخصوصية ولا يوجد شيء مضمون.