رام الله- وكالات
منذ 71 عاما والفلسطينيون يحيون سنويا في الوطن والشتات ذكرى النكبة ، مؤكدين تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجروا منها قسرا عام 1948.
غير أنهم يرون أن الذكرى هذا العام مختلفة، في ظل هجمة غير مسبوقة تستهدف مشروعهم التحريري، وحقهم في العودة.
يُطلق الفلسطينيون مصطلح النكبة على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي عصابات صهيونية مسلحة عام 1948، ويحيونها في 15 مايو/ أيار من كل عام، بمسيرات احتجاجية ومعارض تراثية تؤكد ارتباطهم بأراضيهم وحقهم في العودة إليها.
في عام 1948 أُعلن قيام دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية، ووقعت ثلاثة أرباع فلسطين تحت سيطرتها، في حين حكمت الأردن الضفة الغربية، وأصبح قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، يقول إن الفلسطينيين في الوطن والشتات يحيون ذكرى النكبة بمهرجانات وفعاليات تؤكد تمسكنا بحق العودة، ورفضنا أي مقترحات من شأنها تصفية قضية اللاجئين .
ويتابع: هناك خصوصية لهذا العام، في ظل مخططات تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (6 ديسمبر/ كانون أول 2017) اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل،
ودعا أبو يوسف إلى التصدي لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ صفقة القرن ، والتي أعلنت واشنطن أنها ستكشف عنها بعد شهر رمضان الجاري.
ويتردد أن تلك الخطة تقوم على إجبار الفلسطينيين بمساعدة دول عربية على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين ويشدد أبو يوسف على أن الشعب الفلسطيني موحد في مواجهة الخطة، ومتمسك بحق العودة .
ويضيف أن فعاليات مركزية تُنظم في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات تؤكد تمسك الشعب بحق العودة ويمضي قائلا: لا يمكن التفريط أو المساومة على حقنا بالعودة إلى ديارنا التي هُجرنا منها .
فيما دعا رئيس الوزراء محمد اشتية، في بيان، الفلسطينيين إلى المشاركة في إحياء الذكرى، واعتبار الأربعاء (ذكرى النكبة) يوما تعليميا عن فلسطين وتاريخها، لإبقاء الذاكرة حيّة في قلب وعقل كل فلسطيني.
ويقول رئيس اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة ، محمد عليان، إن الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى الـ71 في ظل أخطار وتحديات صعبة؛ جراء الموقف الأمريكي، الذي يهدد المشروع الوطني.
ويتابع رئيس اللجنة التابعة لمنظمة التحرير: الولايات المتحدة تخطط لتصفية قضية اللاجئين عبر صفقة القرن ويشدد على أن الكل الفلسطيني موحد ومتمسك بحقوقه، وفي مقدمتها حق العودة .
ومنذ الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل، يرفض الرئيس محمود عباس، التعاطي مع أي تحركات أمريكية في ملف السلام، ويدعو إلى إيجاد آلية دولية؛ بسبب الانحياز واشنطن لإسرائيل.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا ضمها إليها في 1981.
في عام 1948، هجرت العصابات الصهيونية قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
كما تم تهجير آلاف آخرين، لكنهم ظلوا داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة إسرائيل لاحقا.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، ارتكبت العصابات الصهيونية، خلال النكبة ، أكثر من 70 مجزرة ومذبحة بحق الفلسطينيين؛ ما أودى بحياة ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.
وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة ، على 774 قرية ومدينة فلسطينية، دمر 531 منها بالكامل، وما تبقى تم إخضاعه إلى كيان الاحتلال وقوانينه.
وفقا للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، فإن عدد الفلسطينيين تزايد 9 مرات منذ النكبة، ليبلغ بنهاية 2018 نحو 13.1 مليون نسمة، منهم 6.02 ملايين لاجئ.
وأضاف الجهاز، في بيان بمناسبة الذكرى، أن نحو 28.4 في المئة من اللاجئين يعيشون في 58 مخيما رسميا تتبع لوكالة أونروا الأممية، بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية (بما فيها القدس)، و8 مخيمات في غزة.
ولفت الجهاز إلى أن البيانات الحكومية لعام 2017 أظهرت أن اللاجئين يشكلون 43 في المئة من الفلسطينيين المقيمين في فلسطين.
لكن تلك التقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين؛ لوجود عدد غير مسجل لدى أونروا ، إذ لا يشمل الإحصاء من تم تشريدهم بعد 1949، وحتى عشية حرب يونيو/ حزيران 1967، وأيضا من تم ترحيلهم على خلفية تلك الحرب.
ومن بين العدد الإجمالي للفلسطينيين حول العالم، يعيش حوالي 6.48 ملايين نسمة (49 في المئة) في فلسطين التاريخية ، وهي: الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة وإسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948).