القدس المحتلة-وكالات
قالت مصادر في حركتي "حماس والجهاد"، أن اليوم الأحد سيشهد "حلحلة كبيرة في عدد من ملفات تفاهمات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل.
وأكدت المصادر لصحيفة الأخبار اللبنانية، امس السبت، أن الفصائل الفلسطينية، ترى في ملف المنحة القطرية معياراً أساسياً في قياس مدى التزام الاحتلال، كما ترى أن التلكؤ الذي سبق التصعيد الأخير كان له علاقة بإدخال الأموال لمصلحة عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة.
بدورها نفت مصادر في المقاومة أن يكون "الاحتلال قد حذر حماس والجهاد من تصنيع صواريخ ثقيلة من طراز بدر 3 أو غيرها"، مشيرة إلى أن "سلاح المقاومة وتطويره غير خاضع لأي نقاش، وأن المعادلة قائمة مع الاحتلال حالياً على مبدأ تنفيذ التفاهمات مقابل الهدوء" فقط.
وأضافت أنه "على رغم استمرار مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ تفاهمات التهدئة، التي توقفت بناءً على الوعد بتطبيقها الجولةُ الأخيرة من القتال، واقتراب مهلة الأسبوع التي منحتها المقاومة الفلسطينية من نهايتها، لا يزال الوسطاء يسعون إلى تثبيت الهدوء، حاملين معهم وعوداً إسرائيلية بالتنفيذ خلال الأسبوع الجاري، علماً بأن الوساطة المصرية ــــ منذ بدئها ــــ لم يتغيّر دورها في تقديم ما بات يطلق عليه الفلسطينيون "إبر بنج"، تساعد إسرائيل في تجاوز الضغوط التي تمارسها فصائل المقاومة عبر الأدوات الشعبية والعسكرية" بحسب تعبيرها.
ووصل إلى قطاع غزة، منذ أول من أمس، وفد رفيع من جهاز "المخابرات العامة" المصرية، وعقد اجتماعات مكثفة مع الفصائل لضمان استمرار الهدوء أثناء فعاليات "مسيرات العودة" التي يتوقع أن تزداد وتيرتها في ذكرى النكبة الفلسطينية في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وعقد الوفد لقاءين منفصلين مع قيادة حركتَي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ثم لقاءً ثالثاً مع الفصائل الأخرى، تحت العنوان نفسه: تثبيت الهدوء مقابل تحسين الواقع الإنساني والاقتصادي، وفق توصيف الزوّار، ناقلاً رسائل إسرائيلية بأن تنفيذ التفاهمات سيكون بعد الأعياد اليهودية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في "حماس" و"الجهاد" أن المصريين طلبوا منهما ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود في الأيام المقبلة، على أن يبقى الوفد في غزة كي يراقب الوضع (وإن كان سينتقل مرات عدة إلى تل أبيب لمراجعة الردود الإسرائيلية)، ويضمن التزام إسرائيل تنفيذ التفاهمات.
وحسب المصادر فإن الوعود المصرية هذه تأتي بعد جملة من رسائل التهديد المتبادلة التي نقلها الوسطاء خلال الأيام الماضية، إذ نبّهت المقاومة إلى أن عدم التزام الاحتلال تنفيذ التفاهمات قبل انقضاء مهلة الأسبوع التي تنتهي مع فجر الاثنين المقبل سيعيد الأوضاع إلى مربع المواجهة من جديد.
في الوقت نفسه، يتقاطع دور الوسيط المصري مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف ، الذي أجرى اتصالاً طويلاً مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية ، أمس، تطرقا فيه إلى "الجهود الحثيثة التي تُبذل على أكثر من صعيد لتنفيذ التفاهمات الخاصة بإنهاء المعاناة الإنسانية لأهلنا في قطاع غزة ورفع الحصار عنه"، وفق بيان صادر عن مكتب هنية.
وأكدت الصحيفة أن ملادينوف تعهد لهنية بتسهيل إدخال الأموال القطرية لسحب فتيل التصعيد، في ظلّ وجود نية حقيقية لدى المقاومة على إشعال المواجهة من جديد في حال استمرار التلكؤ الإسرائيليكما جدّد ملادينوف تعهداته باستمرار مشاريع التشغيل المؤقت عبر المؤسسات الدولية