المهندس هاشم نايل المجالي
لقد اعطى الله تعالى الفقراء والمساكين من ارامل وايتام وغيرهم شديد الاهتمام ، وذكرهم بآيات من القرآن الكريم وعُلو منزلتهم عنده سبحانه وتعالى ليلفت الانظار اليهم خوفاً من ان يلحق بالمسلمين اثم جراء التقصير بحق هؤلاء الضعفاء .
قال رسول صلى الله عليه وسلم ( انما تنصرون وترزقون بالضعفاء والمساكين ) وعن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون للنبي اطرد هؤلاء لا يجترثون علينا ، اي هؤلاء الضعفاء الذين تجالسهم وتقربهم منك فنحن لا نحب ان نجلس معهم فعليك ان تجعل لنا مجلساً لوحدنا خاصاً معك ، فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم اثر كبير فأنزل الله تعالى هذه الآية ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الانعام.
فهناك من الطبقات المترفة والشخصيات المرموقة ورجال الاعمال والاغنياء بداخلهم التكبر والغطرسة اتجاه هذه الفئات المجتمعية حتى اتجاه العاطلين عن العمل من الشباب ، ولا يعلم هؤلاء المتكبرون ان أول من انقاد الى الحق وان من استجاب الى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الفقراء والمساكين .
فالله تعالى يعلم من يستحق الهداية ( من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم ) فالله لا ينظر الى حسن الاجسام والمظهر وكثرة الاموال ، انما ينظر الى القلوب والاعمال ، والله يدفع عن المحسنين البلاء ويقيهم شر الكوارث فالله تعالى يحسن لمن يحسن على عباده ولا يضيع لديه عمل عامل فمن عامل عباده باللطف والاحسان والمعروف عامله الله كذلك بل احسن وابقى وافضل ( الحسنة بعشرة امثالها ) .
وهذا الامر يحتاج الى زيادة الوعي حول مفهوم العطاء اتجاه هذه الفئات الضعيفة ، ووضع آلية لتلقي الدعم لمساندة الجهات الحكومية والمنظمات الاهلية بواجباتها ووضع خطط اعلامية وارسال رسائل عبر كافة الوسائل الاعلامية بهذا الخصوص ، والتواصل مع الشركات والمصانع وغيرها لتذكيرهم بالواجبات اتجاه هذه الفئات المستضعفه وللقضاء على آفة التشرد عبر الطرقات ، وهناك الكثير من يطلب التبرعات لدعم هذه الفئات خاصة في الشهر الفضيل ( شهر رمضان المبارك ) .
لذلك وجب على المعنيين بالامر النواب واللجان اللامركزية في المحافظات والمنظمات الاهلية وغرف التجارة والصناعة والنقابات والجامعات في المحافظات بتشكيل هيئة خاصة في كل محافظة لتلقي الدعم من كافة المتبرعين ووضع خطط لآلية استفادة الاسر المحتاجة والشباب العاطل عن العمل والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة من هذا الدعم المالي والعيني ، خاصة في شهر رمضان وتجنباً لانتشار الجمعيات والهيئات التي تقوم بنشاطات عشوائية تحت مظلة خدمة هذه الفئات ، وحتى يكون الانتفاع من المساعدات منتظمات وبعدالة ومساواة ودون تمييز او تحيز او عنصرية .
كل ذلك من اجل ان يكون العمل في المحافظات منسق ومنظم وموحد حيث ان المتطوعين للعمل في خدمة هذه الفئات من الطلبة والمتطوعين متوفرين في المدارس والجامعات وغيرها ، بالاضافة للعاطلين عن العمل مقابل مكافأة .
وحتى نتجنب ايضاً دور بعض وسائل الاعلام في تشويه صورة هؤلاء الفقراء عبر المقابلات وغيرها ، كذلك تسهيل دور السفارات التي تقدم الدعم الى الجمعيات والهيئات بحيث يكون من خلال الهيئات المعتمدة في المحافظات ، حتى نتجنب المتاجرة بالدعم العيني المقدم من هذه السفارات وغيرها والمزاجية بالعمل ، وهذا الامر بعد ان لمسنا الكثير من التلاعبات التي يقوم بها البعض في هذا الخصوص ، كذلك التأكد من صلاحية المواد العينية الموزعة على هذه الفئات المحتاجة .
وعلى اتحاد الجمعيات الخيرية التعاون بهذا الخصوص لان بذلك هدفا جوهريا من اهدافه لدعم الاسر الفقيرة والمحتاجين من ابناء المجتمع ، كذلك هناك بالامكان اعطاء يوم عمل لهذه الهيئات في المحافظات لتوفير السيولة النقدية لديها لتتمكن من القيام بواجباتها اتجاه هذه الفئات واستثمار الشباب العاطل عن العمل بنشاطات وفعاليات رمضانية وبعمل جماعي وطني تشاركي .//
hashemmajali_56@yahoo.com