الأكبر والأشد حراسةوسمي بـ((cooper المسؤول إبان الاستعمار البريطاني
نبض البلد ـ وكالات
واخيرا، اصبح الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وقيادات حزبه بمن فيهم رئيس البرلمان المنحل إبراهيم أحمد عمر الذي اعتقل امس فور عودته من قطر، سجناء في سجن كوبر في الخرطوم.
كما وضع في "كوبر" عبد الله البشير شقيق الرئيس المخلوع، وجمال الوالي القيادي بحزب المؤتمر وعبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم الأسبق، ووالي الخرطوم رجل الأعمال الشهير جمال الوالي، ووزير الدفاع الأسبق الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، وعدد من قادة كتائب الظل وجار نقل آخرين إلى هذا السجن.
اسم سجن "كوبر" تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة وبشكل لافت، منذ الإطاحة بالرئيس البشير.
شيد السجن الأكبر والأشد حراسة في البلاد، عام 1903 على أرض مساحتها نحو خمسة آلاف متر مربع، ويمتد من حي الواحة جنوبا وفي الشمال الفاصل مع المنطقة الصناعية الخرطوم بحري وغربا شارع بشير محمد سعيد، وشرقا إلى شارع الشفاء حي كافوري.
صمم مبنى السجن هندسيا بشكل يحاكي سجون بريطانيا وتحديدا سجن برمنغهام، وحصل على تسميته إشارة إلى مسؤول بريطاني يدعى(cooper) تولى إدارة أموره إبان استعمار بريطانيا للسودان.
يضم "كوبر" 14 قسما، منها قسم المحكوم عليهم بالإعدام، وقسم لأرباب السوابق، وآخر لذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، وأقسام أخرى للمنتظرين.
أما القسم السياسي فقد ظل الأشهر لارتباط سجنائه أو المعتقلين فيه بتقلبات الحكم في السودان.
ومن ابرز الشخصيات التي دخلت هذا السجن: قادة أعضاء جمعية "اللواء الأبيض" عام 1924، وهي حركة سياسية ظهرت في عشرينيات القرن الـ20 لبعث الوعي السياسي الوطني في السودان ضد الاستعمار البريطاني والدعوة للوحدة بين مصر والسودان تحت شعار وحدة وادي النيل.
ومنها ايضا، الضباط السودانيون التابعون لـ"قوة دفاع السودان" التي قامت بتمرد عسكري مسلح ضد القوات البريطانية ودارت اشتباكات، وتم اعتقال من تبقوا أحياء وسجنوا بـ"كوبر" وبعدها نفذ فيهم حكم الإعدام رميا بالرصاص في ديسمبر 1924، وكانت هذه أولى عمليات الإعدام التي تتم في هذا السجن.
يضاف الى ذلك، قيادات الحركة الوطنية المناهضة للإدارة البريطانية، وعلى رأسهم الزعيم إسماعيل الأزهري، الذي أصبح مطلع عام 1954 أول رئيس لحكومة وطنية ووزيرا للداخلية.