القدس المحتلة ـ وكالات
حذر لواء احتياط في جيش الاحتلال، من خطورة الدعوات الإسرائيلية لفك الارتباط مع الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن هذا الإجراء يؤدي إلى خطر أمني لأنه سيحول الضفة إلى غزة أخرى.
وذكر لواء احتياط، جيرشون هكوهن، أنه "من فوق صفحات الصحف واليافطات رفرفت باستعراض إعلانات كبرى عن (قادة من أجل أمن إسرائيل)، وفي مركزها شعار (الحسم المصيري؛ الضم أو الانفصال).
ونوه إلى أن "الحديث يدور عن تلاعب خطير بعيد عن الميول الأساسية التي وجدت لها موقعا في الواقع، فالانفصال الذي باسمه يتحدثون نفذ بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، وهو يكفي لأغراض حماية الأغلبية اليهودية في إسرائيل وإنهاء حكمنا لشعب آخر".
وأشار هكوهن وهو باحث كبير في "مركز بيغن السادات للبحوث الاستراتيجية"، إلى أن "سعي رابين لإنهاء السيطرة على الفلسطينيين تحقق عمليا بكامله، ونفذ الانفصال في بداية 1994، عندما انسحبنا من كل مراكز السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وتم نقل الحكم على السكان والمجال الذي يسكنون فيه للسلطة الفلسطينية".
وعقب اغتيال رابين بشهرين عام 1996، "سحبت إسرائيل قواتها من المناطق المأهولة في الضفة (مناطق أ و ب)، وبعدها أجريت انتخابات المجلس التشريعي، ثم ألغيت الإدارة المدنية والحكم العسكري واستبدل بهما جهاز التنسيق والارتباط، ومن هذا الموعد فصاعدا يوجد أكثر من 90% من الفلسطينيين في الضفة تحت حكم فلسطيني وليس تحت الاحتلال".
وأضاف في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم": " الخلاف بين الإسرائيليين أنفسهم وبينهم وبين الفلسطينيين، ليس حول السبيل لإنهاء الاحتلال، بل على مستقبل القدس والمناطق ج، التي تتضمن المستوطنات في الضفة ومعسكرات الجيش والطرق الرئيسة والأراضي المسيطرة الحيوية والمجال المفتوح في مداخل غور الأردن".
وأكد أن "الضرورة الأمنية لاستمرار التحكم والسيطرة الإسرائيلية في هذا المجال واضحة، فالجيش وحده، دون كتلة من الإسرائيليين، سيعاني من الدونية في حجم القوات، بالضبط مثلما عانى في جنوب لبنان".
ونبه، إلى أن "أساس الخطر في انسحابات إضافية، ينبع من الآثار الأمنية لتسوية مجال فنية".
وتابع: "الحدود تقع كفاصل مطلق وصلب بين كيانين، ما يستوجب اقتلاع المستوطنات وتطهير المجال من التواجد اليهودي، وعمليا فرض فك الارتباط قيودا متشددة، مادية على قدرة المخابرات والجيش على العمل خلف الحدود، لمنع تحول القطاع إلى كيان معاد".
ورأى أن "رابين وضع عمليا في الضفة مجالا ينتظم بشكل آمن، يعيش فيه الواحد إلى جانب الآخر؛ كل منهم ككيان عرقي منفصل، في حكم ذاتي للسلطة، مضيفا "في هذه الصيغة، يضمن الاحتكاك اليومي تفوقا في استخدام القوة، بشكل يمكنه أن يمنع انفجارات موسمية بقوى عالية من النوع المعروف لنا في القطاع"، لافتا إلى أن "للمخابرات والجيش، يوجد تفوق مهم في اتصال خطوط التماس مع الفلسطينيين".
وقدر أن "هذه التسوية المجالية، أفضل عن التي نفذت في غزة، وتنطوي كما هو معروف على انفجارات تصل لمستوى الحرب، معتبرا أن "الحل الصحيح، هو في الواقع المجالي، كالذي رتبه رابين في الضفة".
وأكد أن "الانفصال الإضافي، الذي يروج له قادة من أجل أمن إسرائيل في اليافطات، سيؤدي لخطر أمني عديم المسؤولية".