المسيحيون في الشرق هم أصل المنطقة وعربها الأقحاح
نبض البلد ـ عمان
أكد متحدثون في ندوة حول واقع الحريات الدينية وحال المكونات الاجتماعية في الاردن، ضرورة التصدي لكل محاولات التشويه التي تسهدف النيل من حالة التعايش النموذجية التي يعيشها الأردن .
وقالوا في ندوة أقيمت اول من أمس، في المعهد الملكي للدراسات الدينية، إن ثمة ضرورة ملحة اليوم، لبلورة خطاب من الداخل إلى الخارج لاستثمار التجربة الأخوية في التعايش الديني بين المسلمين والمسيحيين لنروج لأنفسنا في الخارج لدحض أي مزاعم تؤثر على الصورة الراقية في التعايش، مؤكدين أن المسيحيين في الشرق هم أصل المنطقة وعربها الأقحاح.
وقال مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان وجيه قانصو، إن بعض المنظمات ترى المشهد من منظور ضيق للمجتمع الاردني، دون النظر الى تعقيدات المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي، فيصدرون أحكاما ليست واقعية ومجافية للحقيقة.
وأشار إلى إننا كثيرا ما نشهد ربطا حين يذكر الاسلام فينعته البعض بعناوين سلبية كالارهاب الاسلامي والاضطهاد الاسلامي، وفي المقابل لا يقولون إرهابا مسيحيا، مؤكدا أن الإرهاب ظاهرة بشرية لا يمكن أن تقترن بأمة وفئة بعينها.
وقال الكاهن في رعية كنيسة يسوع الملك في المصدار الأب الدكتور عدنان بدر، إننا جميعا متشاركون في الاخوة الانسانية ونحيا حياة انسانية وكلنا متماثل في القيم والاخلاق والممارسات، معتبرا أن الامور الدينية هي من اختصاص الدين ومتروكة للواقع كما يريده البعض وكما يحياه الشيخ والكاهن وكل انسان يريد ان يلتقي مع الله تعالى.
واضاف ان الأخوة الإسلامية تدعونا لأن نرى في الاخر انسانا شبيها بنا وان اختلف معنا في الرأي او التفكير او القيم او الجنس والعرق والقيم وهي اساس ومنطلق لكل حوار ولقاء بين المسلم والمسيحي.
وقال السفير في وزارة الخارجية حسام الحسيني، إن البعض ممن يتبنون تقارير حول حالة التعايش بين المسلمين والمسيحيين ينظرون إلى الاردن بعمومية، مشيرا الى أن الهجمة على الارهاب حملت انتقادات أخذت طابع التعميم على جميع الدول الاسلامية بشكل عام والاردن كان واحدا من ضحايا هذه الحملات التي تستقي معلوماتها الخام وغير المبنية على حقائق ودراسات.
وقال، إنه لا ضير في أن يكون هناك انتقادات للتصحيح المبني على علم ومعرفة بمثل هذه التقارير، مشيرا الى أن التعايش المسيحي الاسلامي في الاردن والمنطقة عمره 1400 سنة، وهذا دليل الاستمرارية والتعايش لغاية هذه اللحظة. وأكد أنه من الاولى ان يُنظر الى المسيحيين في الشرق على اساس انهم الاصل في المنطقة وليس العكس.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الاب رفعت بدر، إن على وسائل الاعلام مسؤولية في تنشر الحقائق كما هي وليست منقوصة او مشوهة، لافتا الى ان الاعلام الحديث يلعب دورا سيئا في تشويه صورة الاردن امام حادثة صغيرة تكون مدعاة لنسج قصص كبيرة ويصدرونها للخارج.
وقالت عضو المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الدكتورة مارسيل جوينات، إن علماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي مطالبون توجيه جهودهم نحو الشباب، اذ ان بعض الجهات ترصد خطاب الكراهية وتضخمه ما يجعلنا نحتاج الى توعية في المدارس والجامعات.
وقال أستاذ مقارنة الأديان الدكتور عامر الحافي "نحتاج الى بلورة خطاب من الداخل الى الخارج لنستثمر التجربة ونروج لانفسنا وندعو الى استثمار التجربة الاردنية في التعايش".
وقال امين عام دار الكتاب المقدس في الاردن الدكتور منذر نعمات، إنه من الواجب اليوم تعظيم الايجابيات لا السلبيات وهذا الامر منوط بالاعلام وتطوره، مشيرا إلى أن حاجة المجتمعات تتطور لا سيما في قضايا التشريعات.
وقال النائب نبيل غيشان، إن الحرية الدينية في الغرب مفتوحة على اقصى حدودها لكنها في الشرق مقدسة ومنضبطة، مؤكدا أن من يتحول عن دينه أحيانا يكون هروبا من استحقاقات اجتماعية اسرية.
ورفض غيشان بعض الأصوات التي تنسب للاردن الاضطهاد الديني، مؤكدا أن الحكومة" تعطي المسيحيين في الاردن حقهم كاملا".