نبض البلد ـ قلقيلية
الوصول إلى مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية يمر عبر طرق التفافية ومستوطنات في كتل استيطانية ضخمة، وبين هذه الأشواك والمعيقات يسكن أهالي المدينة وبلداتها الكبيرة في سجون صنعت لهم من قبل الاحتلال ليكونوا تحت قبضة الاحتلال والمستوطنين، وحياتهم تكون على مرمى الجنود المتواجدين في ابراج الجدار وعلى الحواجز العسكرية .
يتم التواصل مع بلدة حبله من الجهة الجنوبية من خلال نفق تسير المركبات الفلسطينية أسفله وسيارات المستوطنين من الأعلى .
رأفت شهوان رئيس بلدية حبله قال:"لا حياة مع الجدار والمستوطنين وانعدام المساحة، فأكثر من ثمانية آلاف يعيشون في مساحة 831 دونما، ومازال الاحتلال يماطل في التوسعة التي رفعت للجنة اللوائية العليا بمساحة 1700 دونم، ويضطر الاهالي البناء خارج الخارطة الهيكلية لانعدام المساحة المسموح بها بالبناء، بينما مستوطنة متان والفيه منشه تتوسع باستمرار اما نحن فلا اعتبار لأية زيادة طبيعية، ويبقى الحال على حاله في عقوبة احتلالية صامتة لنا ".
ويضيف، حبله تتصل بقلقيلية بنفق ووضع حاجز على النفق يقطع التواصل مع مؤسسات المدينة، وهذا يعني شلل تام، اخيرا اغلق النفق لساعات وأصبحت الحياة في البلدة شبه مشلولة.
بالانتقال إلى بلدة عزون في الجهة الشرقية لقلقيلية تتجسد معاناة مضاعفة، فعدد السكان اكثر واجراءات الاحتلال أشد وطأة لتوفير الحماية للمستوطنين.
ويقول رياض حنون رئيس بلدية عزون، يعيش في عزون نحو العشرة آلاف على مساحة هيكلية 1700 دونما من أصل 12 الف دونما تابعة للبلدة، ونعيش ضمن ست بوابات امنية وبرجين للمراقبة وكاميرات امنية واسيجة من جميع الجهات واجتياحات على مدار الساعة ومصادرات جديدة بمساحة 14 دونما، واغلاقات مستمرة تشل الحركة الاقتصادية .
ويضيف :من يشاهد الحياة في عزون ضمن هذه الاجراءات يصاب بالصدمة والذهول، اضافة إلى عقاب اهالي البلدة بعدم منحهم تصاريح امنية للعمل كعقاب جماعي.
وأشار: حتى المستوطنات التي تسرق حياتنا تقتل ما تبقى من زراعة، الأسيجة تقتلنا والكاميرات تراقبنا والجرافات تصادر ارضنا والمياه العادمة تغزو اراضينا ومرافق المستوطنات تزيد من عذاباتنا ودوريات الاحتلال حولت منازلنا لساحات حرب يومية .
اما الناشط حسن شبيطة في توثيق الانتهاكات الاحتلالية بحق عزون وأهلها قال : تحتل عزون المرتبة الأولى في الاعتقالات، وعدد الاغلاقات اليومية يعتبر من اكثر العمليات التي يواجهها اهالي البلدة المحاصرين.
وتابع : عزون انهكتها اجراءات الاحتلال وأدى ذلك إلى حالة من الارباك في صفوف المواطنين وخصوصا الأطفال.
تحتل قلقيلية المسجونة اعلى كثافة سكانية في العالم، وأهلها منذ النكبة وهم تحت عذابات الاحتلال واجراءاته وارتكبت فيها مجزرة مرعبة بتاريخ 10/10/1956 نفذتها عصابات يهودية بقيادة اريئيل شارون راح ضحيتها 70 عسكريا ومدنيا من الجيش الاردني وابناء المدينة .
الباحث سميرالصوص قال : قلقيلية فاتورة الحساب معها باهظة منذ ما قبل النكبة فالانتقام منها اخذ عدة اشكال منها مصادرة اراضيها وتنفيذ مجرزة مرعبة عام 1956 انتقاما من صمود وبسالة اهلها في طرد العصابات اليهودية من الكيبوتسات المجاورة لها، وبعد النكبة تسللت العصابات اليهودية وفجرت الأبار ارتوازية ومحطات الوقود وبعد النكسة صودرت اراضيها واقيمت المستوطنات حولها وبعد 2002م خنقت بالجدار اللعين الذي حولها إلى أكبر سجن في العالم .
رئيس بلدية قلقيلية د. هاشم المصري قال: المدينة تتعرض لحصار خانق، فأطرافها فصلت عن جسدها ، ومن مساحة 50 الف دونما تبقى منها ثمانية آلاف داخل الجدار وما تبقى يعزله الجدار خلفه، وما يسمح به البناء في مساحة تقدر بــ 4200 دونما والتوسعة الجديدة التي تم تجميدها بقرار من حكومة الاحتلال هي رئة للمدينة المحاصرة بمساحة اربعة آلاف دونما.
وأشار، كل شيء محاصر وفيه تضييق من الاحتلال فوضع حاجز على المدخل الشرقي كفيل بشل الحياة فيها خلال دقائق وهذا الأمر يشكل كابوسا على 53 الف يتحركون بمساحة ضيقة.
ويؤكد اهالي قلقيلية الذين يعيشون في كانتون معزول من النظام العنصري انهم مصممين على صمودهم مهما كانت سياسات الاحتلال تجاههم.