لندن ـ وكالات
اعتبر الكاتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك، أن خضوع الولايات المتحدة التام لمطالب "إسرائيل" سيكون وبالا على شعوب الشرق الأوسط.
وقال فيسك في مقال نشرته صحيفة "آي” البريطانية، حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الجولان، "إن إسرائيل تستفيد من علاقة خاصة مع الولايات المتحدة، وأن الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية "هدية إلى نتنياهو لإعادة انتخابه رئيسا للوزراء”.
واضاف، إن "مسار السلام في الشرق الأوسط مات منذ سنوات إذا كان قد عاش أصلا أو وجد لكي يعيش”، حيث إنه "بعدما بارك ترامب ملكية "إسرائيل" للقدس كاملة، ها هو اليوم يسلم مرتفعات الجولان ويسمح لها بضمها نهائيا، ضاربا عرض الحائط بمبدأ (الأرض مقابل السلام) الذي نص عليه القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن.
وأشار فيسك إلى الدعم الأمريكي اللامتناهي لـ"إسرائيل"، قائلا: "إذا أصبح الجولان جزءا من إسرائيل بسبب تهديد إيران فإن جنوب لبنان عليه أن يكون أيضا جزءا من "إسرائيل". أليس حزب الله أيضا تهديدا إيرانيا؟”، و”متى يأتي الدور على الضفة الغربية لتمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل نهائيا وللأبد؟”.
وانتقد ما أسماه بـ”الولاء المزدوج لأعضاء في الكونغرس” قائلا: "انظر إليهم في الكونغرس عندما يخاطبهم نتنياهو، النواب الأمريكيون يقفون ويصفقون له ثم يجلسون ويقفون مرة أخرى، لقد فعلوها 29 مرة في 2011 و39 في 2015”.
وانتقد المقال وسائل الإعلام التي "تخفض جناح الذل لإسرائيل بخصوص هذه المسائل، مخافة أن تمسها تهمة معاداة السامية"، مشيرا الى التزام جميع وسائل الإعلام الأمريكية بتعليمات كولن باول لوزارة الخارجية، بإصدار تعليمات إلى سفاراتها باستعمال عبارة "الضفة المتنازع عليها” بدل "المحتلة”، وقال: "اليوم عندما أشارت الخارجية الأمريكية إلى الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بدل المحتلة فإننا نتوقع ما الذي ستفعله وسائل الإعلام.”
ويقول الكاتب: "تعبت من النقاش بشأن معاداة السامية في الولايات المتحدة. فالبلاد فيها الكثير من العنصريين المعادين للسامية وللعرب وللسود، دون أن نخرج مصطلح معاداة السامية عن سياقه ونتهم به جميع من ينتقدون إسرائيل”.