د.محمد طالب عبيدات
الحادثة الإجرامية والبشعة التي مارس فيها أحد الإرهابيين أبشع أنواع الإرهاب لقتل المصلّين المسلمين العُزّل على نظرية أفلام الكاوبوي وفيديوهات البليستيشن والتي ذهب ضحيتها حوالي خمسين شهيداً وعشرات المصابين؛ فالجريمة كانت مؤلمة ولها مدلولات كبيرة:
1. الحادثة إجرامية وتمثّل قمّة الإرهاب بأن أودت بحياة المؤمنين العُزل بدم بارد وعن سبق إصرار وترصّد؛ ففيها من الوحشية والإجرامية وغيرهما الكثير.
2. الحادثة أعادت تنامي ظاهرة الإسلام فوبيا إلى الواجهة؛ حيث نفث سموم الكراهية دون هوادة؛ وحيث نتاج التعبئة الإعلامية المسمومة للصق الإرهاب بالإسلام والحوادث على الأرض تثبت عكس ذلك.
3. الحادثة برهنت بالدليل القطعي بأن الإرهاب لا دين ولا لون ولا عرق ولا منطقة له ؛ لكنه نتاج أمراض وإحتقانات شخصية ومجتمعات كراهية تُحرّكها أدوات لها مصالح بالإساءة والتشويه والإنتهازية السياسية وتنفيذ الأجندات.
4. الحادثة برهنت بأن العالم يكيل بمكاييل ومناظير مختلفة وفق منطقة ودين ولون الإرهابي والمجرم؛ فالإعلام وتصريحاته تجافي وتشتت الحقائق وتُوارب في السرد.
5. الحادثة كشفت أن العالم لا يتحرّك ولم يهتز لدماء المسلمين وأنها أرخص دماء بني البشر والسبب أن أهلها جعلوها رخيصة للأسف كنتيجة لتشرذمهم.
6. الحادثة كشفت فن التبريرات غير المقبولة أنّى كانت لتغطية الإجرام والإرهاب؛ فالبعض ينعتها بالفردية وآخرون بالجنون وغيره.
7. الحادثة بكل المقاييس نتاج نفث سموم مجتمع الكراهية والتعبئة الإعلامية المسمومة ضد الإسلام؛ فهي حرب ووحشية وحقد عليه.
8. كلنا ضد الإرهاب والتطرّف وسموم الكراهية التي لا دين لها؛ والأكثر من ذلك أن علينا تجريم ومحاربة كل من يدعو لذلك؛ وعلينا على الأقل توحيد جهودنا من قبل كل المؤمنين أنّى كان دينهم لدرء خطر هذا الإجرام والتطرّف.
9. الحادثة كشفت الستيريو بارادوكس الغربي بإعتبار أي إجرام وإرهاب مُلصق بإسم إسلام الهوية ناتج عن أفكار إسلامية متطرّفة؛ بيد أن أي إرهاب بأدوات غربية هو فردي لجنون مبرّر أو حادثة عارضة.
10. مطلوب أن يتوحّد مؤمنو العالم وأصحاب أصوات العقل والحكمة أنّى كانت أديانهم ضد الإرهاب والتطرّف وتجريم وتعرية كل إرهابي أو أي جهة تدعمه أو تقف خلفه لأن الإرهاب عدو الجميع.
بصراحة: حادثة نيوزلندا إرهابية وإجرامية ومتطرّفة بكل المقاييس؛ وهي نتاج تغذية إعلامية لمجتمع كراهية يكيل بمكيالين ضد الإسلام بمفهوم الإسلام فوبيا بكل المقاييس؛ ومطلوب من مؤمني السلام بكبح جماح كل إرهابي ومتطرّف حاقد.//