عواصم - وكالات
في عام 1932، كانت المنافسة بعالم السيارات قد توقفت عند تزويد السيارات رخيصة الثمن بمحركات 6 سلندر، لكونها توفر تكاليف صيانة معقولة مع أداء أعلى من 4 سلندر، ولكن فورد أرادت التفوق على منافسيها بتقديم محرك V8 في موديل A، ورغم كثرة إشكالياته، إلا أنا أداءه جذب المشترين كثيراً.
أصبحت محركات V8 في النصف الثاني من القرن الماضي أمر أساسي بصناعة السيارات، حتى عام 1980 عندما تحول هذا النوع من مولدات الطاقة الكبيرة إلى رفاهية مرة أخرى، حيث أصبحت طرازات تويوتا ونيسان الفاخرة فقط هي من تأتي بطرازات V8، بجانب تحول طرازات فورد توروس وشيفروليه امبالا للمحركات ذاتها كي تستطيع منافسة السيارات الألمانية واليابانية.
والآن، أصبحنا نجد أن الأجيال الأحدث من عدة طرازات من جينيسيس ولكزس وبي ام دبليو M3 واودي RS5 اتجهت إلى محركات 6 سلندر مزدوجة التيربو، رغم أن الطرازات الأغلى لا تزال توفرها، فيمكننا هنا رؤية أن سيدان لكزس LS500 لم تعد متاحة بمحرك V8، ولكن LC500 كوبيه لا تزال مستمرة بذلك.
أكبر دليل على قرب نهاية محركات V8 هي الأخبار المؤكدة التي ذكرت عدم استخدامها في تويوتا لاندكروزر ولكزس LX وحتى نيسان باترول الأجيال القادمة، حيث سيتبنون محركات V6 هايبرد، إذ ذلك سيؤدي إلى تعزيز القوة والعزم وصرفية الوقود.
هذا وفي النهاية فإن تجنب محركات V8 ليس بيد صانعات السيارات، حيث لوائح معايير الانبعاثات التي يصدرها الاتحاد الأوروبي تجبرهم في التخلي عنها، ومع تحسّن قدرات محركات 4 و6 سلندر بجانب تطور تقنية الهايبرد، فإن لن يكون هنالك داعٍ لترك V8 على قيد الحياة، تماماً مثلما يجري حالياً مع V12 الذي اضطرت مرسيدس إلى وقفه مؤخراً.