نبض البلد-عمان
اختتمت أمس فعاليات المعرض الوطني لمسابقة "إنتل" الدولية للعلوم والهندسة لطلبة الصف التاسع وحتى الثاني الثانوي، والذي نظمته وزارة التربية والتعليم في نادي معلمي عمان، وتدعمه مؤسسة عبد الحميد شومان.
وتأتي هذه المعارض تمهيداً لمشاركة الأردن بمعرض انتل الدولي للعلوم والهندسة، والذي سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيمثل الأردن 12 مشروعاً منافساً، بينما يهتم المعرض بالبحوث العلمية في 17 مجالاً تشمل الهندسة والحاسوب وعلم الاجتماع.
وتسعى "شومان"، بالتعاون مع وزارة التربية، من خلال هذه المشاركة لتوفير التدريب اللازم للطلبة على مهارات العرض والتقديم وتصميم وطباعة لوحات المشاريع للمسابقة، ودعم مرحلة تصميم المشاريع وإنتاج النماذج، إضافة لتغطية تكاليف سفر وإقامة جميع أعضاء الوفد الأردني المشارك. ضمن برامج المؤسسة الهادفة إلى تعزيز مهارات التفكير وخصوصا التفكير الناقد للمساهمة في انشاء جيل مهتم وشغوف في العلوم والهندسة.
المحكم بالمسابقة، رئيس الجامعة الأمريكية في مادبا د. نبيل أيوب أوضح أنه يشارك في تحكيم المشاريع منذ افتتاح المعرض العام 2005، لافتا إلى أن المعرض يحفز الطلبة وأساتذتهم للخروج بأفكار خلاقة ومبتكرة تخدم المجتمعات.
ونبه أيوب لضرورة توافر خاصية العمل الجماعي أثناء الإعداد لهذه المشاريع، مبينا أن مؤسسة "شومان" تدعم بسخاء هذه المشاريع، الأمر الذي يساهم في رفعة العلوم محليا وعالميا.
ودعا أيوب الطلبة إلى اقتناص الأفكار الإبداعية، التي تحتاج، بلا شك، إلى الإحساس والفهم العميق بقوانين الطبيعة؛ لممارسة التفكير الناقد بكافة العلوم سواء في "الأحياء أو الطب أو الهندسة"، وفي أي مجال على وجه الأرض.
مدير معارض مسابقة "إنتل" في وزارة التربية والتعليم محمد الجدوع، بين أن المعرض الوطني يشتمل على 66 مشروعا من مختلف مدارس المملكة، حكومية وخاصة، تمت تصفيتهم من بين 210 مشاريع.
وأكد الجدوع أن الهدف المشترك وراء تعاون الوزارة ومؤسسة شومان بدعم هذه المعارض، يتمثل بنشر الوعي العلمي وإفساح المجال أمام الطالب بتحويل أفكاره إلى أفكار مبتكرة على أرض الواقع.
من جانبها، اعتبرت المحكمة الدكتورة ليلى أبو حسان من الجامعة الأردنية أن "المسابقة تعد منصة علمية وتكنولوجية وتشاركية على المستوى الدولي، تأهل الطلبة للحصول على جوائز عالمية"، مؤكدة أن "الأردن يتطلع إلى هذه المسابقة على أنها تحفز طاقات الطلبة في هذه المرحلة العمرية المبكرة".
وأوضحت أبو حسان أن مهمتها في المعرض لا تقتصر على تحكيم مشاريع هؤلاء الطلبة، لكنها تدخل في الرسالة التربوية العلمية المتمثلة بـ"إرشاد الطلبة نحو التميز والمثابرة للخروج بأفضل الحلول العلمية، ومن ثم تخطي العقبات التي تواجههم خلال مسيرتهم القادمة".
الطالب بمدرسة البراء بن مالك محمد أبو الفيلات، والمشارك في معرض "إنتل" عن مشروعه "جهاز استحمام آمن للمسنين" أوضح أن فكرة مشروعه تركز على حماية كبار السن من الحوادث أثناء عملية الاستحمام، مشيرا إلى أن "المشروع يمكن أن يساعد هؤلاء الكبار خلال الاستحمام لعدم التعرض إلى الانزلاق والكسور التي قد تؤدي إلى هشاشة العظام أو الوفاة".
ولفت أبو الفيلات إلى دور مؤسسة شومان الكبير في دعم وإنجاح مثل هذه المعارض ومد يد العون للطلاب ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم.
"مشروعي هو جهاز تكنولوجي الهدف منه ضبط ترشيح استخدام المياه في عملية سقي النباتات البرية، حيث يعمل هذا الجهاز على طريق هاتف (تطبيق)، بما يسهل على المزارعين التحكم عن بعد بتشغيل وايقاف ضح المياه على مزروعاتهم"، بهذه الكلمات لخصت الطالبة شذى من مدرسة الملك عبدلله للتميز في معان فكرة مشروعها.
أما المشارك الطالب أيهم من مدرسة أبو بكر الصديق في الطفلية/ لواء بصيرا، فبين أن مشرعه الذي حمل عنوان "اصنع طعامك بالطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية)"، يهدف إلى تصميم فرن شمسي بسيط لطهي الطعام أو تسخينه بالاعتماد على الطاقة الشمسية، بحيث تصل درجة الحرارة بداخله إلى 80 درجة مئوية تقريبا، وباستخدام أدوات بسيطة ومتوفرة.
وبحسبه، فإن مشروعه يعتمد على الطاقة المتجددة النظيفة، بهدف الاستغناء عن المصادر التقليدية التي ينتج عنها ملوثات للبيئة والمستخدمة في عملية طهي الطعام، وكذلك توفير الأموال التي تدفع لشراء المشتقات البترولية من اجل عملية الطهي بما يسهم بتخفيض قيمة فاتورة الطاقة على الناس.
أما "شومان"؛ فهي ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.