زاوية سناء فارس شرعان
اهم ما يميز الديمقراطية العربية الديمومة والاستمرار لدرجة ان الحاكم العربي قد يستمر مدى الحياة بحيث لا يتغير الا بقوة قاهرة خارجة على ارادته كحدوث انقلاب او ثورة شعبية ضده تكريسا للمقولة المشهورة من يأت على ظهر دبابة لا يذهب الا على ظهر الدبابة …
قطران عربيان يواجهان ثورات احتجاجية على استمرار الحكم وتوجه الحكام الى التمسك بالسلطة لاطول فترة ممكنة رغم انقضاء سنوات طويلة على توليها السلطة هما الجزائر والسودان … ففي الجزائر اندلعت المظاهرات الصاخبة في منطقة الشرق الجزائري وتحديدا بلدات خراطه وعنابه وبرج بوعريريج ووهران احتجاجا على ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقه وولاية خامسة بعد ان قضى ٢٠ عاما في الحكم.
في حقيقة الأمر السبب الرئيسي للاحتجاج على ترشيح بوتفليقه لولاية خامسة يكمن في الحالة الصحية للرئيس التي لا تساعده علي ادارة شؤون البلاد كونه لا يستطيع النطق او الحركة بحيث يتحرك على كرسي متحرك … ويقول المقربون من الرئيس انه لم ينطق بكلمة واحدة منذ اكثر من خمسة اشهر بالاضافة الى النوبات التي تنتابه بين حين وآخر ما ادى الى تأجيل زيارة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل للجزائر …
وتؤكد المعارضة الجزائرية التي نجحت في تنظيم مظاهرات صاخبة في السفارة الجزائرية بين وهران في اليوم الاول للاحتجاجات على ترشيح بوتفليقه ان الرئيس عاجر على ممارسة مهامه في ادارة شؤون البلاد لولاية جديدة الامر الذي يتيح للطامحين بالسلطة تنفيذ برامجهم في محاربة رغباتهم في الربح غير المشروع من خلال الصفقات المشبوهة والوساطة والمحسوبية وانتشار النساء واضعاف الاقتصاد بدلا من تنميته وتطويره..
وترى المعارضة ان المحيطين بالرئيس هم وراء ترشيحه لولاية جديدة لمنع تدفق قيادات شبابية جديدة وعدم الاعتماد على الحيل الاول لثورة الجزائر واحتكاره للسلطة بالاضافة الى عدم السماح بايجاد الفرصة المناسبة للمناقشة الحرة الشريفة على منصب الرئاسة …
من اجل ذلك انطلقت المظاهرات الاحتجاجية في الجزائر على ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقه لولاية جديدة رغم تاريخه النضالي العريق وانجازاته على صعيد انهاء الحرب الاهلية في الجزائري في اواخر التسعينيات من القرن الماضي والتي من المفروض ان تتوسع وتزداد بحيث تعم ارجاء البلاد من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ومن اقصى الشمال الى اقصى الجنوب في الصحراء الكبرى التي تشكل مساحة شاسعة من مساحة الجزائر …
القطر الآخر من الاقطار العربية الذي يشهد ثورة احتجاجية على تمسك الرئيس بالسلطة عزمه على ترشيح نفسه لولاية جديدة وربما لمدى الحياة يتمثل بالسودان الذي يعيش ثورة الربيع العربي التي اجتاحت عددا من اقطار الوطن العربي عام ٢٠١١ وشملت كلا من تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن والعراق …
في السودان يعتزم الحزب الحاكم تعديل الدستور بما يتيح للرئيس البشير الترشح لولاية جديدة رغم استمرار حكمه للسودان مدة ٣٠ عاما كما حدث في مصر مؤخرا حيث تم تعديل الدستور بما يتيح للرئيس السيسي الترشح لولايتين جديدنيم كل منهما مدتها ٦ سنوات بحيث يبقى السيسي في الحكم لعام ١٩٣٤ …
الديمقراطية العربية حالة نشاز في تاريخ الديمقراطية تسيء للشعوب العربية التي لم تمارس حقها في الحضارة العالمية الحاضرة … !!!