العقبة....ASEZA

نبض البلد -

الدكتور جميل الشقيرات...

أغلب الدول لها عاصمتين أحداهما سياسية والأخرى اقتصادية ، والعقبة هي العاصمة الاردنية الاقتصادية لما تمتلك من مميزات أهمها انها الميناء البحري الوحيد وتغص بعدد كبير من الشركات والمصانع والفنادق والتي تعتبر مقصداً لكل من يبحث عن عمل من أبناء الوطن ، فلو سألت أعتى علماء الاقتصاد هل يمكن أن تكون نسبة البطالة في مثل هذا المدينة عالية ، اللجواب حتماً سيكون لا وألف لا...مستحيل.

ما الذي أصاب العقبة وجعل أبناءها يشعرون بالوجع مما دعاهم إلى اللجوء الى سيد البلاد ليوصلوا رسالتهم ووجعهم تحت عنوان ..شغلني..

أين من تولى المسؤولية منذ إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة؟

أين أصحاب الشركات والمؤسسات الكبيرة عن أبناء العقبة وتوظيفهم،،؟

مسيرة المتعطلين عن العمل من العقبة الى عمان جرس إنذار لكل المسؤولين بأن يعيدوا النظر في سياسة التوظيف في المؤسسات وأن يحترموا عقول أبناء الوطن ولا يضعوا روؤسهم في الرمال التي كنا سننثرها ذهباّ.

على الحكومة أن تقوم بمسح جريء وشفاف لجميع رواتب المدراء والموظفين في جميع الشركات والمؤسسات والعمل على توحيدها فلا يعقل أن يكون مجموع رواتب ٤٥ مديراً وموظفاً في العقبة يقارب الـ ٢٠٠ الف دينار ومجموع رواتب كادر مديرية تربية وتعليم لا يصل إلى هذا المبلغ.

ماذا عملوا للوطن ليتقاضوا هذه المبالغ الطائلة وعجزوا أن يجدوا حلاً للمتعطلين عن العمل.. أجزم أن قطرة من دم سائد ومعاذ وراشد أغلى من كل ما يتقاضونه.. وان يوم عمل لمعلمفي مدرسة يعادل عملهم في سنة...ماذا قدموا للوطن حتى تصل رواتبهم لهذا الحد ؟ هل يقومون بعمل أسمى من حراسة عسكري لحدودنا الشمالية أو رجل أمن يقضي يومه تحت المطر شتاءً وتحت أشعة الشمس صيفاً ليوفر لنا الأمن والسلامة.

لتعلم الحكومة بأن هناك دوائر وشركات ومؤسسات وجامعات يقتصر التعيين فيها فقط لمن يملكون الواسطة والمحسوبية ويحرم منها أصحاب الكفاءة والحقوق..العقبة يا سادة متخمة بأبنائها الذين يحملون المؤهلات والدرجات العلمية تؤهلهم لإدارة مرافق مدينتهم لكنهم ما زالوا مغيبين بفعل فاعل.

هذا هو الظلم...هذا هو الذي يغيظ الأردنيين ...هذا هو الذي أوجع أبطال المسيرة وتجشموا عناء السفر والبرد رافعين الصوت...شغلني..القادم من الأيام سيشهد مسيرات لفئات أخرى تطالب بحقوقها إن لم تتدارك الحكومة حجم الاستهتار والتهميش لأبناء الوطن الذين طال صمتهم خوفاً على الوطن وأمنه وسلامته.

ونذكرها بأن الجوع والظلم محركات لثورات الشعوب لذا يتوجب عليها وأجهزتها أن تعود لرشدها وتؤسس لنهضة شاملة وعادلة في العقبة رئة الوطن التي يجب أن تكون سليمة وبعيدة عن كل أنواع الفساد وتبادل المصالح.

ما يحدث في العقبة عاصمتنا الاقتصادية بحاجة إلى شيخ/ حصان ليفك طلاسمها وينصف أبناءها فهل هو بين ظهرانينا،،،؟//