نبض البلد - مبادرة نون للكتاب على موعد مع "قطة فوق صفيح ساخن" للروائي مراد سارة.
.
عمان- تعقد مبادرة نون للكتاب يوم السبت المقبل، التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني، عند الساعة الخامسة والنصف مساء، جلسة مناقشة لرواية الكاتب مراد سارة، وذلك في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان.
يتضمن اللقاء استضافة الكاتب للحديث عن روايته وتجربته الإبداعية. يدير النقاش الناقد أسيد الحوتري، بينما تقدّم الأستاذة جمانة الرمحي المشاركين الرئيسيين في الجلسة. وتعرض الدكتورة شذى فاعور قراءة نقدية معمّقة للرواية. تشارك في الجلسة كذلك الأستاذة سارة سهيل، الناشطة الاجتماعية والثقافية، والتي ستقوم بتسليط الضوء على واقع الأطفال في المخيم، في سياق يتقاطع مع القضايا التي تتناولها الرواية. يأتي هذا اللقاء ضمن جهود مبادرة نون في ترسيخ الحوار الثقافي وتعزيز القراءة النقدية في المشهد الأدبي الوطني.
.
نبذة عن الكاتب:
مراد ساره: قاص، روائي، وصاحب دار جفرا للنشر. يحمل بكالوريوس في اللغة عربية (١٩٩٥).
أعماله الروائية:
- تركوازي، طبعة خاصة (٢٠١٤).
- التغريبة السورية، دار فضاءات للنشر (٢٠١٦).
- رسائل تهدى بالبريد، دار سوريانا (٢٠١٧)، ودار جفرا للنشر (٢٠٢٣).
- قطة فوق صفيح ساخن، دار يافا (٢٠١٨)، ودار جفرا (٢٠٢٣).
- لجوء ستان، دار جفرا (٢٠٢٣).
- علبة الماكنتوش: مخطوط قيد الطباعة.
أعماله القصصية:
- مجموعة الشتات الفلسطيني، دار يافا (٢٠٢٠).
- إذا لا يُضيّعنا، جفرا للنشر (٢٠٢١).
.
نبذة عن الرواية:
تدور رواية مراد سارة في فضاء مخيم "شنلر"، ذلك المكان المكتظ بما يشبه الحياة ولا يشبهها، حيث تتجمع صور القهر اليومي التي يعيشها اللاجئون تحت سقوف متداعية وسماء ضيقة. المخيم هنا ليس مجرد موقع جغرافي، بل جرح مفتوح تتوالد منه الحكايات، ويغدو كل ركن فيه شاهدا على تعب البشر وصراعهم الطويل من أجل البقاء.
في قلب هذا العالم القاسي تبرز القطة "هرهورة" بوصفها عينا راصدة تتحرك بين الأزقة، تقتفي أثر أصوات الجوع والخوف، وتلتقط ما يفلت من اللغة البشرية. حضورها ليس زخرفة سردية؛ إنها تمثّل ذلك الكائن الذي يرى كل شيء ولا يستطيع التدخل، تماما كما يشعر اللاجئون أنفسهم أمام مصائرهم المعلقة. من خلال تنقلاتها يُتكشف عالم المخيم: بشر يقتاتون على ما تيسّر، يتحملون الإهانات التي ترافق المعونات، ويواجهون حياة أقرب إلى موت مؤجّل.
ويكشف السرد، من منظور هرة ضعيفة في ظاهرها شديدة النفاذ في رؤيتها، الوجه القاسي للمنظمات التي يُفترض أن تخفف الألم، لكنها في نظر الكاتب تزيده أضعافا ببيروقراطيتها وبرود تعاملها مع أبناء المخيم. كل حدث تتابعه هرهورة يحمل انعكاسا لمعاناة أكبر، حيث يُختصر الفقد والضياع في تفاصيل صغيرة: صرخة طفل، شجار على خبز، غياب جار رحل دون أن يترك أثرا.
وعبر هذه المشاهد تنبعث ثنائية الغربة والوطن كنبض خافت لا يتوقف. فالمخيم مكان لجوء مؤقت عاش حتى تحول إلى قدر، والوطن حلم يقاوم الاندثار رغم العقبات والمسافات. الرواية تبرز ذلك التعلق الحزين بفكرة العودة، ذلك الإيمان العنيد بأن للإنسان بيتا ينتظره، حتى لو صار في الذاكرة أكثر منه في الواقع. وفي النهاية يتبدى المخيم كمساحة يتجسد فيها العيش على الحافة: حياة تستمر فقط لأن أصحابها لا يريدون الاستسلام، ووجود يُشبه الحياة لكنه معلّق بين الغياب والرجاء.