سيف الوصايا .. وعز الارض .. المشير الكعابنة

نبض البلد -
## سيف الوصايا .. وعز الارض .. المشير الكعابنة ## 

 من بين قبائل عُرفت بوقفتها مع الفخر والأمجاد،
 ومن جذورٍ إذا ،، 
 نوديَت ضربت الأرض بنخوتها قبل خطواتها، 
خرج رجلٌ لم يكن عابرًا في تاريخ الوطن، بل كان جزءًا من صخوره وجزءًا من سيوفه .. 
رجلٌ إذا ذُكر اسمه انتصبت البيارق من تلقاء نفسها. هذا ليس سيرة ولا حكاية تُروى، هذا مجدٌ ولد من عرق وكبر من وصية وترعرع على الشرف، 
وإن كتبت عنه فأنا لا أكتب كلمات، أنا أرفع راية وأحطها على قمة الجبل الذي يليق بها ... 
إنه (( المشير عبد الحافظ مرعي الكعابنة )) أبا خالد،
رحمه الله 
الرجل الذي حمل اسمه مثلما يحمل الفارس رمحه، ثابتًا مستقيمًا لا يلين. من عشيرةٍ وقفت دومًا مع الفخر وساندت الأمجاد ورفعت بيارق الطولات والفزعة لمن نخا واستجار .. 
خرج فتى نظيف السيرة صادق النيّة، تشهد له مضارب قومه قبل أن تشهد له المناصب، 
سار نحو جبال عجلون جبال الشامخة بأهلها قبل حجارتها وهناك وجد العلم الذي يرفع ووجد الرجال 
الذين تُحفَظ عندهم الوصايا ولا تُباع، أخذ بيده الشيخ عبد السلام الفريحات ابا فاضل رحمه الله.. 
شيخ يزرع في الرجال ما يعجز الزمن عن محوه، وفي يومٍ من الأيام ناوله دفترًا جلديًا صغيرًا ووضع فيه خلاصة عمره وحكمته وقال له الكلمة التي 
ستغير مسار حياته كلها .. وكأنه يعلم ابا فاضل ان تلميذه سيكون ذو شأن يوماااا (( ولدي عبد الحافظ عرق الجندي أشرف من دماء القائد )) من يومها حفظ الفتى الوصية وحمل الهمّ الأكبر أن يكون رجلًا يليق بالوطن لا بمنصب ،،،، 

كبر عبد الحافظ وتكاثرت حوله الثقة وصار قائدًا للجيش ثم صار مشيرًا يُرجع إليه في الأمر قبل الحرب ويُوزَن كلامه بميزان الرجال لا بميزان الورق .. 
وكان دفتره الجلدي لا يفارقه وفيه أربع رايات خطها بيده كأنها قانون لا يتغير من يتحمل الضغط، من يستطيع أن يقود، من ينكسر، ومن لا يخون، 
كان يعرف بها الرجال ويقرأ بها القلوب ويرسم من خلالها طريق الجيش الذي أحبّه حتى آخر نفس، 

رحمك الله يا أبا خالد، 
يا من مررت على الدنيا كالجبال الشامخة،
 صامدًا كالسيف في الغيمة، لم تزل خطواتك في الأرض
 ولا زال صدى صوتك في القلوب، 
رحلت عنّا جسدًا لكن روحك بقيت تُعلّم الأجيال معنى الشرف، رحلت لكن سهول مادبا ما زالت تبكيك، 
وجبال عجلون تخفض رأسها احترامًا لك ، 
غاب الجبل لكن قمته لم تنكسر، وغاب الفارس لكن سيفه بقي راية بين الرجال،
 رحلت عنّا يا من حملت دفتر الوصايا كأنك تحمل الوطن في كفك،
 وغادرت دنيا البشر لكن تركت وراءك مدرسةً للرجولة، وسماءً للوفاء،
 وصرخةً في قلب كل جندي تقول (( الوطن لا يحميه إلا الرجال))
 والشرف لا يكتمل إلا برجال مثلك... فليبكِك الزمان وليحفظك التاريخ، 
فذكرك خالد، وفخرك لا يموت، ومجدك نور لا ينطفئ، سلامٌ عليك يا عبد الحافظ، سلامٌ على اسمك، سلامٌ على وصاياك، 
سلامٌ على كل خطوة خطوتها في سبيل وطن لا يُهان،
 وقلوبنا تظل مُنكسة احترامًا وعشقًا لك، فلتخلد ذكراك في كل نفسٍ تعرف معنى العز، ويظل اسمك يُتلى في سهول الأردن وجباله كما يُتلى النور في الليالي الحالكات... 

       المشير القائد عبد الحافظ مرعي الكعابنة ابا خالد 
                 رحمك الله واسكنك فسيح جناته 

                 حارس الكلمة وكاتب السنديانات 
                              قدر المجالي