جلالة الملكة رانيا: الكراهية ليست مجرد كلمات، بل بوابة نحو العنف وفقدان إنسانيتنا

نبض البلد -
 فيصل عربيات

في كلمة مؤثرة ألقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال قمة "عالم شاب واحد”، وجهت جلالتها نداءً عميقًا إلى العالم أجمع للوقوف في وجه تصاعد الكراهية التي تهدد جوهر إنسانيتنا.

وأكدت جلالتها أن ما يشهده العالم اليوم لا يقتصر على مأساة غزة، بل يتعداها إلى أزمة قيم تتسلل إلى أساسات المجتمع الإنساني، مشيرة إلى أن "الكراهية لا تكتفي بما تدمره، بل تعيد تشكيل بوصلتنا الأخلاقية وإحساسنا بالإنسانية.”

وحذرت جلالتها من أن الكراهية أصبحت تجد طريقها في تفاصيل الحياة اليومية، بدءًا من وسائل التواصل الاجتماعي إلى قاعات الدراسة وأروقة السلطة، حيث "أصبح من المألوف تسييس التعاطف، والسخرية من الدعوات إلى المساواة، ومعاملة ضحايا العنف بريبة تفوق تلك الموجهة إلى مرتكبيه.”

وفي خطابها، استعرضت جلالتها كيف يعيد التاريخ نفسه عندما يُسمح لخطاب الكراهية بالانتشار دون ردع، مذكّرة بأن "كل إبادة جماعية بدأت بالكلمات”، واستحضرت أمثلة من التاريخ، مثل وصف النازيين لليهود بـ”الآفات”، ووصف التوتسي في رواندا بـ”الصراصير”، والروهينغا في ميانمار بـ”الكلاب الضالة”.

وأشارت جلالتها إلى أن ما جرى في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر أعاد تكرار هذا النمط الخطير، عندما وصف مسؤولون إسرائيليون سكان غزة بأنهم "حيوانات بشرية”، مؤكدة أن مثل هذا الخطاب يفتح الباب أمام تبرير العنف ضد الأبرياء، ويحوّل الناس العاديين إلى أهداف مشروعة.

واختتمت جلالتها رسالتها بالتأكيد على أن مسؤوليتنا اليوم لا تقتصر على إدانة الكراهية، بل على منعها من إعادة تشكيل وعينا الجمعي وقيمنا الإنسانية، قائلةً: "الكراهية قد تختبئ تحت الأرض، لكنها لا تختفي، وإن لم نواجهها بوعي وعدل، ستعود بأسماء جديدة وشعارات مختلفة.”

كلمة جلالة الملكة رانيا في القمة جسدت صوت الضمير الإنساني، ودعوةً صادقة إلى إعادة الاعتبار للرحمة، والعدل، والمساواة، كقيم أساسية لبناء عالم يسوده السلام والكرامة للجميع.