دراسة تكشف تحولات الاستخدام العالمي

نبض البلد -

ChatGPT يتحول من أداة تقنية إلى رفيق يومي

 

الأنباط - عمر الخطيب

 

أظهرت دراسة موسعة أصدرتها شركة OpenAI بالتعاون مع جامعات أمريكية الشهر الحالي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، ممثلاً في ChatGPT، لم يعد مجرد أداة للعمل أو الدراسة، بل أصبح جزءاً من الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم. الدراسة، التي حللت أكثر من 11 مليون رسالة من نحو 700 مليون مستخدم، كشفت أن 28% من الأفراد يتحدثون مع ChatGPT أكثر مما يتحدثون مع أصدقائهم، وهو ما يعكس تغيراً عميقاً في أنماط التواصل والعلاقات الاجتماعية.

 

واظهرت النتائج أن الاستخدام الأكبر للمنصة يتمحور حول الإرشاد العملي والكتابة والتحرير والتواصل الشخصي، بنسبة بلغت 28% لكل منهما، إلى جانب البحث السريع عن المعلومات (21%). في المقابل، تراجعت الاستخدامات المتخصصة مثل البرمجة (4.2%)، إنشاء الصور (4.3%)، والترجمة والدردشة الاجتماعية (1.9%) إلى مراتب ثانوية، مما يعكس انتقال المستخدمين من النظرة التقنية البحتة إلى اعتماد أكثر مرونة يتصل بالاحتياجات اليومية.

 

وعند تفكيك الأغراض التي يلجأ لها المستخدمون، برز طلب المعلومات المحددة (18.3%) في الصدارة، متبوعاً بتحرير أو نقد النصوص (10.6%)، التعليم والشرح (10.2%)، ونصائح "كيف أفعل” (8.5%)، إضافة إلى التواصل الشخصي والكتابة الخاصة (8%). هذه الأرقام تكشف أن المنصة لم تعد محصورة بالباحثين أو العاملين في التكنولوجيا، بل دخلت بقوة في المجالات التعليمية والشخصية.

 

كما تشير الدراسة إلى توسع قاعدة الاستخدام بين الفئات العمرية الأصغر، وارتفاع نسبة النساء مقارنة بالسنوات الأولى لإطلاق المنصة، وهو ما يؤكد اتساع دائرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كوسيلة دعم ومرافقة يومية. هذا التحول يفتح باب النقاش حول البعد الاجتماعي للتكنولوجيا، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة إنتاجية، بل شريكاً رقمياً يساهم في تشكيل أنماط التفكير والتواصل في المجتمعات الحديثة.

 

وبذلك، تكشف هذه المعطيات عن مرحلة جديدة في علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي، عنوانها الانتقال من الاستخدام المهني المتخصص إلى الاستخدام الحياتي الشامل، وهو ما قد يعيد تعريف مفهوم الصداقة والتفاعل الاجتماعي في العصر الرقمي.