نبض البلد -
حين نتأمل مسيرة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني واهتمامه المستمر بالشباب، ندرك أن هذه الرؤية الملكية ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة حقيقية للعمل والمشاركة، فالشباب هم نبض الأمة، وعزيمتهم هي التي تبني المستقبل. ومن هذا المنطلق، جاءت هيئة شباب كلنا الأردن لتكون الجسر الذي يربط بين طموحات الشباب وواقعهم، لتكون اليد التي تمتد لتحتضن أحلامهم وتوجههم نحو آفاق أوسع، ولتكون الذراع الوطني الذي يساند جهود الدولة والعرش الهاشمي، ويعمل على تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في كل ميادين الحياة.
تأسست هيئة شباب كلنا الأردن عام 2006، وهي الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وتهدف إلى رفع درجة الوعي لدى الشباب بمختلف القضايا والتحديات الوطنية، وتفعيل دورهم كشركاء حقيقيين ومؤثرين في الحياة العامة، من خلال بناء قدراتهم وتعزيز ثقافة المبادرة والعمل التطوعي لديهم، إضافة إلى التشبيك بين مختلف الأطراف الفاعلة، وتقديم الدعم اللازم لهم ليكونوا أدوات فاعلة للتغيير في مجتمعهم.
تحت قيادة المدير العام، الأستاذ عبد الرحيم الزواهرة، الذي لم يدخر جهدًا في دعم الشباب وتمكينهم، أصبحت الهيئة منارةً تُضيء دروب الأمل. لقد عمل الزواهرة على تعزيز البرامج التدريبية والتطوعية، مؤمنًا بأن الشباب هم القوة الحقيقية التي يمكنها إحداث التغيير. ومن خلال إشرافه، تم إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير مهارات الشباب وتوفير فرص العمل لهم، بما يسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر. أما في فرع إربد، فقد جسدت الأستاذة عبير الحتاملة هذه الرؤية بشكل ملموس، من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجالات متعددة، مثل إدارة الأعمال، والتسويق الرقمي، والبرمجة، وإعداد المتدربين لدخول سوق العمل بثقة وكفاءة، إضافة إلى فعاليات تطوعية تعزز الانتماء الوطني وتزرع روح المسؤولية في نفوس الشباب.
لقد كان لي شرف حضور بعض من هذه التخريجات، ورأيت بأم عيني كيف أن الشباب الذين كانوا يبحثون عن فرصة أصبحوا اليوم يقدمون فرصًا لغيرهم. رأيت الأمل في عيونهم، والعزيمة في خطواتهم، والإصرار في أعمالهم لبناء وطن أفضل. إن ما تقدمه الهيئة ليس مجرد برامج تدريبية، بل هو استثمار في الإنسان، في فكره، في طاقته، وفي مستقبله، وهو ما يجعل الهيئة الذراع القوي الذي يمد الوطن بجيل واعٍ مدرك لمسؤوليته.
إن الشباب هم النبض الحي للأمة، وحيث تنبض قلوبهم يولد المستقبل. في عيونهم تتجسد الأحلام، وفي خطواتهم تتشكل الإرادة، فهم لا يعرفون الاستسلام، بل يرفضون قيود الجمود ويصنعون من كل تحدٍ فرصة. هؤلاء الشباب، حين يُتاح لهم الدعم والإرشاد، يتحولون إلى طاقات متفجرة قادرة على إحداث التغيير وإلهام الآخرين، فتتداخل فيهم النفس والطموح والعزيمة، فتصبح كل خطوة رسالة أمل، وكل نجاح شعاع نور في سماء الوطن.
الروح الحقيقية للشباب تتجلى في طموحهم الذي يتجاوز حدود الممكن، وفي قدرتهم على تحويل كل تجربة إلى درس، وكل تحدٍ إلى فرصة. كل فكرة جديدة يولد منها إبداع، وكل خطوة شجاعة تثبت أن المستقبل ملكٌ لمن يزرع الأمل ويؤمن بقدراته، فتصبح حياتهم رسالة للحياة، وعملهم نورًا يضيء الطريق لكل من يسعى للتغيير.
إن هيئة شباب كلنا الأردن في كل مواقعها، وفي فرع إربد على وجه الخصوص، لم تعد مجرد مؤسسة شبابية، بل أصبحت مدرسةً في العطاء والإبداع والقيادة، ذراعًا حقيقيًا للوطن، يقودها مدير عام وفريق ملتزم، يجمع بين الرؤية والعمل، بين الدعم والتوجيه، وبين الحزم والعاطفة، ليكون كل شاب قادرًا على خدمة وطنه والعرش الهاشمي، ومشاركًا فاعلًا في تحقيق رؤية قيادته، حاملاً راية الانتماء والعمل الجاد.
وفي الختام، أقول:
"من يغرس الأمل في قلب شابٍ، يغرس وطنًا لا يموت."
فاخضرّت بشبابك أُردُنا يباهي الأراض
عرشها يزهو بما أبدعــت الأيـادي والأمل ولــد
بقلمي ✒️ د. عمّار محمد الرجوب