نبض البلد - الأنباط – عمر الخطيب
يلتقي فريقا أتلتيكو مدريد وليفربول على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا في مواجهة تحمل كل معاني التحدي والإثارة والقوة، وأن كلا المدربين يسعى لإثبات قدراته فـ أحدهما يريد الحفاظ على الاستقرار وتأكيد أن نتائجه السابقة لم تكن مجرد صدفة، والآخر يسعى للعودة بـ قوة وإظهار سيطرته بعد البداية المتعثرة.
يدخل مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني المباراة محملا بكل خبرته التكتيكية والقيادية لإقناع المنتقدين بـ قدرته على قيادة الفريق في الأوقات الصعبة، بينما يواجه ليفربول بقيادة أرني سلوت فريقا متماسكاً وقويا على رغم من ضعف النتائج في البداية، مزودا بـلاعبين بارزين وخيارات بديلة تمنحه مرونة كبيرة في الملعب، المباراة تعد مواجهة تكتيكية حاسمة قد تحدد شكل مسار المجموعة في البطولة، حيث يسعى كل فريق لـ تعزيز موقعه في معركة الأبطال.
لـ يبقى السؤال الأهم هل سيتمكن أتليتكو مدريد من استعادة قوته وإظهار صلابته أمام بطل إنجلترا، أم أن ليفربول سيؤكد استقراره وسيطرته منذ بداية الموسم؟ وكيف ستتفاعل خطوط الفريقين وسط الغيابات المؤثرة؟ وما قدرة خبرة سيميوني على مواجهة الضغط الهجومي المتواصل للريدز؟ هذه التساؤلات تضيف بعدا من الإثارة والتشويق لكل تمريرة وكل هجمة، وتجعل جمهور كرة القدم في انتظار لحظات حاسمة على أرضية ملعب واندا متروبوليتانو.
حالة الفريقين
يعاني فريق أتليتكو مدريد حالة من عدم استقرار النتائج وضغط على المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني على الرغم من أن بدايات كل موسم عادة ما تكون صعبة قبل أن يتحسن الفريق ويبدع في الجولات التالية، حيث بدأ أتليتكو موسمه في الدوري الإسباني بـ أداء ضعيف نسبيا، لعب 4 جولات حقق فيها خسارتين وتعادلا وانتصارا وحيدا ما جعله يحتل المركز 17 على سلم ترتيب الدوري، وفوزه الأخير على فياريال 2-0 منح الفريق والمدرب دفعة معنوية قبل دخول معركة دوري أبطال أوروبا بعد بداية متعثرة، بالإضافة الى بعض الغيابات التي من الممكن يتأثر بها الفريق وهي الغيابات بسبب الاصابة وعلى رأسهم لاعب جوليان ألفاريز، الا أن سيميوني قادرعلى إدارة المباريات رغم كل الظروف، بالاضافة إلى أسلوب لعبه المتوازن بين الدفاع والهجوم وسرعة تحركات الأجنحة هذه العوامل تجعل المباراة أمام ليفربول معقدة وصعبة.
أما فريق ليفاربول يمر بـ مرحلة قوية ومستقرة نوعا ما في الدوري الانجليزي، حيث لعب 4 مواجهات حقق منها اربع انتصارت بالعلامة الكاملة محتلا المركز الاول بـ رحلة الحفاظ على اللقب، فوزهم الاخير جاء على فريق بيرنلي بنتيجة 1-0 بهدف محمد صلاح في الوقت المحتسب بدل الضائع، مما يعكس القدرة على استغلال الفرص الحاسمة، ولكن المخاوف تأتي من الاصابات والغيابات منها الاعب أليكسيس ماك أليستر، مع ذلك لا خوف على الريدز الحلول كثيرة والخيارات متعددة، يعتمد الفريق على أسلوب هجومي نشط، مع ضغط متواصل في منتصف الملعب واستغلال سرعات الجناحين، ويظهر ذلك من خلال الأداء المتميز لمحمد صلاح وزملائه مما يجعل ليفربول منافسا صعبا على أي فريق أوروبيا.
المواجهات
ويذكر أنه التقى الفريقان عبر التاريخ 10 مرات رسمية في البطولات الأوروبية وكانت النتائج متقاربة نسبيا بين الفريقين، حيث انتصر ليفربول في 3 مباريات بينما حقق أتلتيكو الانتصار في 4 مباريات، وانتهاء الموجهات بثلاث تعادلات، بالإضافة الى الأهداف سجل كلا الفريقين 13 هدفاً لكل منهم، فـ هذا التوازن التاريخي يرفع من أهمية وإثارة المباراة.
بين أتلتيكو مدريد الباحث عن استعادة بريقه وليفربول الساعي لتثبيت هيمنته، تبدو مواجهة واندا متروبوليتانو أقرب إلى اختبار واقعي لقوة وخيارات كل مدرب ومع تقارب التاريخ بين الفريقين وتناقض حالتهما الراهنة، تبقى الكلمة الأخيرة لما سيقدمه اللاعبون على أرض الملعب، حيث التفاصيل الصغيرة قد ترسم ملامح كبيرة في مسار البطولة.