نبض البلد - د. حازم قشوع
ما ان انتهت إسرائيل من حوصلة المد الإيراني بسقوط النظام السوري وتصفية قيادات حزب الله وتجميد حركة المقاومة فى العراق، حتى راحت تنقض على التيار الآخر المنافس لها بالمنطقة جيوسياسيا والذى يضم "تركيا والحركه الاسلاميه وقطر"، وهو التيار الذى يمتلك روابط عضويه فى الناتو من الباب التركي وله ثقل بالاستخبارات الأمريكية عبر قطر بقاعدة العيديد، اضافه لتمدد موازي يحظى به بالكتلة الشرقية الروسية، كما يمتلك امتدادات شعبية داعمة لها في الامة الاسلامية اضافة لقناة الجزيرة واسعة الانتشار والتأثير.
الأمر الذي يجعل من هذا التيار يشكل حالة أعمق بكثير من تلك التى كانت تقف عليه ايران من الناحية الجيوسياسية والتى تم إخراجها من الثوب الغربي بعدما أعلنت عن دخلوها للثوب الشرقي في مؤتمر شنغهاي الأخير، وهي المحصلة التي جعلت من إسرائيل تدخل بحرب اخرى تم الاعلان عنها عبر العدوان على قطر وعلى المفاوضات التى تحملها الأرضية القطرية، كما على الحركه الاسلاميه وتركيا التى يعتبرها نتنياهو الدوله العدو التي لا بد من حوصلة وجودها بهذه المنطقة حتى يتمكن من السيطرة على جغرافية فضاءاتها.
لتدخل اسرائيل نتنياهو بمعركة مركزية أخرى يتوقع أن تكون أكثر شراسة من ذي قبل سيما وأنها ستكون باشتباك مباشر مع "قطر وتركيا والإخوان" بعدما استفحل نتنياهو فى سنتكوم التي دخل إليها بقرار من الرئيس ترامب بفترة رئاسته الأولى، وتكون اسرائيل مركزا لها في فترته الثانية ليدخل الولايات المتحدة فى حرب جديدة بنك أهدافها هذه المرة تركيا والإخوان المسلمين وقطر، وهذا ما يتطلب منها حوصلة الإخوان المسلمين وهى معركة ستكون شرسة كونها ستكون على امتداد 86 دولة لديها مراكز فاعلة لحركة الإخوان المسلمين كما أنها ستعمل على السيطرة على الغاز القطرى وإعادة تأهيل قناة الجزيرة، كما تحتوي أيضا على إخراج تركيا من سوريا وليبيا وقطر و إبعاد تركيا عن حاضنتها فى الأمة التركية في آسيا الوسطى لتعود تركيا في إطار جغرافيتها السياسية دون تمدد او امتداد.
ولعل حادثة اغتيال الناشط السياسي اليمني صديق دونالد ترامب "تشارلي كيرك" تأتي بهذا الخضم الذى جاء باغتياله على يد الموساد الاسرائيلي كما يصف ذلك محللين بهدف إيجاد نقطة تلاق مركزية يعود فيها نتنياهو وترامب من جديد إلى نقطة لقاء بينهما بعدما وصلت رصاصة تشارلي فى الرقبة فى حادثة اغتياله في إلينوي، ذلك غير ما وصلت اليه حادثة اغتيال ترامب بالانتخابات الرئاسية عندما وصلت الرصاصة عند أذنه، وهى الرسالة التى ينتظر أن تعيد ترامب_نتنياهو للعمل معا من جديد لتكملة حرب نتنياهو ضد المد التركي على حد وصف متابعين!.
وعليه ؛ فإذا ما حصل نتنياهو على هذه الاجازة من الرئيس ترامب فى الاستمرار فى معركته من اجل اسرائيل الكبرى، يكون الوزير ديرمر الاسرائيلي بمساعدة المستشار كوشنير والوزير الأمريكي روبيو قد نجحوا جميعا بتدعيم مشروع نتنياهو التوسعي بالمنطقة التي ينتظر أن تكون مع معركة كبرى شعبية وعسكريه وأمنية ولن يسلم منها احد، لاسيما وان الوزير التركي هاكان ضابط المخابرات السابق نجح مع المخابرات القطرية فى ابعاد قيادة حماس مع القياده المركزيه للإخوان من براثن التصفية فى العدوان الإسرائيلي على قطر.
أن سماح الإدارة الأمريكية لنتنياهو بش هذه المعركة ستؤدى لحرب كبيرة لن يسلم منها أحد بما في ذلك الداخل الأمريكي على الرغم من كل الإجراءات التحصينية التي قامت بها إدارة الرئيس ترامب، والتى تضمنت مد يد الحرس الوطني داخل الولايات الكبرى والتى طالت كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس إضافة لإلينوي الولاية التي تم بها اغتيال كيرك الفاعل الرئيس بحملة ترامب الرئاسية والذى قام بإنشاء تجمع تحت عنوان النقطة الحرجة يضم مليون عضوا داعمين للرئيس ترامب !.
ولعل النظام العربي وحاضنته الإسلامية وهو يستعد للانعقاد فى دوحة قطر من أجل وقف حالة التغول الاسرائيلي في المنطقة، كما يستعد لمعركة دبلوماسية في نيويورك عنوانها الدولة الفلسطينية، من المهم أن يخرج ببرنامج عمل فاعل لا يقف محتواه عند الإدانة التى لا قاضي لها، ولا عند الاستنكار الذي لا يوجد قانون ينفذه، بل عبر جمل تنفيذية ردعية تقوم على حماية منظومة المنطقة وأنظمتها بعدما وصلت النار لثوب الجميع ... فهل سينتفض الامة من اجل حماية حضورها فى هذه اللحظه التاريخيه التى نعيش ؟!. هذا ما ستجيب عليه أيام أيلول القادمه.