قطر تصفع نتنياهو ؛

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
نجحت دوحة تميم بن جاسم في الذود عن قيادة حركة حماس بعدما استطاع الأمن القطري باقتدار من بناء جملة تمويهيه انتصر فيها استخباريا على الشباك الاسرائيلي وطيرانه الذي توجهه تجاه موقع مموه كانت قد بثته الاستخبارات القطرية لتغطية مكان اجتماع قيادة حماس فى مكان آخر، وهذا ما يؤكد أن الاستخبارات الامريكية ال DIA انحازت للامن القطرى بهذه الموقعة الاستخبارية على حساب امن الشاباك الذى راح يعلن تحقيق الهدف قبل التحقق منه بصورة بدأت معيبة ظاهريا ومخزية باطنيا كما هي مدانه عالميا على كافة المستويات و الأصعدة.
 
وهذا ما يعنى على حد وصف متابعين ان القوات الامريكية في قاعدة العيديد شاركت قطر بالتمويه على الرغم من اعلام الرئيس ترامب بهذه العملية قبل تنفيذها، وهذا ما جعل الكثير من المتابعين يضعون علامات استفهام كبيرة إزاء هذه الجملة الاستخبارية والغرض منها والذى يعنى رفع الغطاء الاستخبارى عن عمليات الاغتيال الذى مازال يمارسها نتنياهو من أجل إطالة أمد الحرب وتفويت كل فرصة لوقف دوامة العنف التي مازالت قائمة منذ استلامه حكم تل أبيب بعد انحياز "الوزير بلنكن" بالاداره الامريكيه السابقه لنتنياهو باللحظات الأخيرة لبرنامجه الذي كان من المفترض أن يسعى لاحتواء التطرف الاسرائيلي، وبدلا من قيامه بذلك يعمد لنشر التطرف والعنف والعدوان بالاغتيالات والتجويع الممنهج من أجل نشر الفوضى التى تتيح له إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بتقويض سبل الاستقرار فيها بما يمكنه من فرض سيطرته الأمنية وتشكيل حلم إسرائيل الكبرى القابعة فى أوهام قيصريته !.
 
ان استهداف عشر مساكن لقيادات حركة حماس فى قطر عبر الجيش الاسرائيلي يحمل قراءة امنية خاصة لاسيما وان ذلك جاء ضمن مرجعية الشين بيت الأمنية للمخابرات الداخلية الاسرائيلية، لكون ذلك يعني أن الكل في المشرق العربي أصبح مرهون فى الامن الداخلي الاسرائيلي من قيادات سياسية وأمنية واصحاب راى ومنابر إعلامية، الأمر الذي يضع علامات استنكارية عديدة لهذه الجملة الاستخبارية التي باتت بحاجة لإجابة واضحة، كما مسالة تضمين بنك الأهداف لمكان انعقاد الجلسة الثلاثية بين الحية وجبارين ومشعل التي كانت من المفترض أن تناقش بإيجابية وورقه الرئيس ترامب بوقف الحرب عن قطاع غزة بعد الضغط الكبير الذي تمت ممارسته من قبل النظام العربي على الإدارة الأمريكية من أجل وقف دوامة التصعيد من باب وقف الحرب عن غزة والمنطقة.
 
إن الإدارة الأمريكية مطالبة بالمضى قدما تجاه وقف الحرب عن قطاع غزه من اجل تفويت الفرصة على نتنياهو من الاستمرار في حربه المسعورة على أمن المنطقة ومستقراتها بما يعيد الجميع لمرجعية أمنية إقليمية مشتركة وليست إسرائيلية باتت ترفضها مجتمعات المنطقة برمتها بعدما اصبحت اسرائيل تشكل دولة تطرف ومعول إرهاب، وهذا ما بحاجة الى قرار مركزي يصدر عن البيت الأبيض ويقدم الرئيس ترامب باعتباره رجل سلام وهو ما يعول عليه من قبل قادة المنطقة جميعا بهدف وقف دوامة العنف التى يقودها محراك التطرف الاسرائيلي، وذلك بكف بيت الامن الإسرائيلي عن القرار الأمني في المنطقة فإن لم يحدث ذلك فإن أنظمة المنطقة ستعمد لاستخدام تكنولوجيا صينية او روسية من أجل حماية اجواءها من الطيران الأمريكي الذي تستخدمه القوات الإسرائيلية على حد وصف متابعين !.
 
ان الأردن وهو يدين هذه الفعلة الإجرامية التي انتهكت فيها اسرائيل سيادة دولة قطر الشقيقة ويحذر المجتمع الدولي من تفشى دوامة العنف فى المنطقة التى فى حال استمرارها ستطال الجميع، فانه سيبقى يؤكد على اهمية احترام سيادة الدول ومرجعية القانون الدولي الذي تحترم فيه الدول مناخات أمنها، فان الاردن يضع امكانياته من اجل سلامه قطر ومجتمعات المنطقة كما دأب أن يعمل وسيبقى على ذلك من أجل حفظ السلام الدولي بالمحافظة على السلم الإقليمي الذي يكفل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية من على أرضية حل الدولتين التى يجب على الجميع احترامها والقبول بها باعتبارها الحل الممكن لإنهاء الصراع، وسيبقى الاردن يؤكد رفضه لكل الحلول العسكرية التى لن تخدم سوى تأجيج مناخات الصراع بعد هذه الأفعال المشينة بحق الإنسانية التى مازالت تنتهكها إسرائيل بدعوى الحفاظ على أمنها الذى لن يتأتى عبر هذه السياسات في حال لم تقوم الإدارة الأمريكية برفع الغطاء كما فعلت عندما قام الأمن القطرى بفعل ذلك.