نبض البلد - د. حازم قشوع
وفق خطوة منهجية استثنائيه بالمعنى الاستنكاري انقلب الرئيس ترامب والزعيم نتنياهو على الاتفاقات الابراهيميه عندما ذهبا لبناء توافق ضمني من أجل "اسرائيل الكبرى" بدعوة تحقيق رسالة الخلاص بإعلان دولة اسرائيل المزعومة من الفرات الى النيل عبر رمزية الخلاص الذي يشكله بناء الهيكل، وهو ما يتاتى بالعمل بذات السياق على وقف النزيف المذهبي بين الارثوذكسية والكاثولوكية فى موقعة أوكرانيا التي لأجلها تقام الصلوات من أجل الفوز بنعيم الجنة والحصول على جائزة نوبل للسلام لتحقيق السلام على الأرض.
وهي المنهجية الجديدة التي أخذت بالظهور العلني عبر توافقات " ترامب نتنياهو الروحانية" او ما يعرف نظريا بالياهو مسيحيه، وهو المذهب الجديد الذي راح يحرم على الرئيس بوتين اغتيال زيلنسكي بحكم يهوديته كما يحرم الدم المسيحي بموقعه اوكرانيا من اجل السلام ورضاء الرب، لكنه يعطى الضوء الأخضر لإقامة إسرائيل الكبرى فى ووفق منهجية عمل انقضت على "الابراهيميه" وجعلتها "اسحاقية" لاسيما وان كل الأنبياء من نسل ابو الانبياء ابراهيم جاءوا من نسل سيدنا اسحق، الا سيدنا محمد جاء من نسل سيدنا اسماعيل عليه السلام، وهذا ما جعل من صوت الرئيس ترامب من أجل السلام تغيير المنهجية الإبراهيمية إلى منهجية اسحاقية وفق بيانه الجديد الذى راحت لتحمل المذهبية الجديدة الياهو مسيحية.
وهى الارضية التى ستدخل الجميع بحاله عدائيه عنوانها يقوم على الانتقائية السلمية للسلم فى منهجية السلام التي تجيز قتل النصف الجنوبي من العالم وتحرم القتال فى شماله، وتبيح إبادة الشعوب غير اليهودية التي تعيش بين الفرات والنيل باعتبارها تجسد مضامين رسالة الخلاص وتبين فحوى مضامينها وما يقف عليه العالم اليوم وقياداته، فبيت القرار من منهجية معوجة وإيمان انتقائي يقوم على تحقيق عالي الأمان لفئة دون الأخرى، وهي المنهجية التي تتناقض بالكامل مع ما جاء به كليم الله موسى عليه السلام وكلمه الله المسيح سلام الله عليه من قيم وضوابط.
لكنها الصورة التى جعلت من ترامب الرئيس يصل للدرجة العليا فى المنافسة لنيل جائزة نوبل للسلام ويعلن توافقاته مع نتنياهو من أجل دخول الجنة، وذلك وفق الصلوات الأولى التي قام بها لبيان العقيدة الجديدة والتي أصبحت تعرف بالياهو مسيحية حتى ينال الجنة وأخذ يدعو صاحب الكرسي الواصل للجنه لإقامة الصلوات من اجل ابادة شعب أراد الحياة.
وبدلا من قيام الرئيس ترامب ببيان بوقف الإبادة الجماعية التي تقترف بوحشية ضد الشعب الفلسطيني الذي يعتبره العالم أجمع أيقونة الحرية، اخذ يتفهم للزعيم نتنياهو ما يقترفه من افعال اجرامية ويقوم بشرعنة ما يقوم به عبر اختراع مذهب جديد يحمل عنوان غريب الأطوار لكنه يختزل العناوين الابراهيميه بعناوين اخرى تقوم على الاسحاقيه.
فإذا كانت هذه الجمل الواضحة لم تحظى بالادانه الكافية من قبل انظمة جنوب العالم بالثورة على منهجية "الواقعية السياسية" التي اوصلتنا لهذه الدرجة من الاستكانة، فإن شعوب العالم مطالبة بالوقوف حول ما ذهبت إليه الشرائع السماوية من قيم تقوم على الحقائق التي جاءت منها "المشيئة" بعناوين الحرية و بيان الحقوق الإنسانية، حيث محتوى الحق بالعيش والحق بالمعتقد و الحق بتقرير المصير بإطار القانون الدولي الإنساني، سيما وأن العالم مطالب أكثر من أي وقت مضى بالانتفاضة من أجل القانون الدولي الإنساني ومن أجل صون معتقداته التى جاءت بها رسالاته التي احتضنتها القدس من على أرضية ستاتيكو الأديان التى صانها الهاشميين على مر العصور والازمان.
وهذا ما يجعل من الأردن "دوحه بنى هاشم" مطالبة بدعوة الجميع لتغليب مضامين السلم والسلام وحماية القانون الدولي وما يقف عليه من مرجعيات قيمية، ونحن على أبواب الدخول إلى أيلول حيث تعقد اجتماعات الجمعيه العموميه للامم المتحده التى سيكون جدول أعمالها الرئيس الاعتراف ب "فلسطين الدولة" على الرغم من كل ما تقوم به آلة الاحتلال من اعمال اجرامية تستهدف عرقلة تنفيذ القوانين الدولية، كما تستهدف عدم قيام الدول حيز الواقع بدعوه ان لا امكانية واقعية لتحقيقها لكنه فى المقابل هنالك حق يستدعي من الجميع احترامه تبينه الحقائق التي جاءت بها الشرائع السماوية لتحقيق السلام على الأرض بعناوين بينها "الكليم والكلمة والشفيع" فحواها يقوم على السلام.