هل رفع جعفر حسّان سقف الخطاب السياسي الرسمي؟

نبض البلد -

أحمد الضرابعة

في لقاءه نظيره اللبناني نواف سلام، اعتمد رئيس الوزراء د. جعفر حسان أربعة مصطلحات حادة في المعنى لتوصيف الحالة السياسية التي تعيشها إسرائيل بسبب سياسات التوحش والتطرف التي تنتهجها، حيث قال: "إن الواقع لا يُشير إلى وهم إسرائيل الكبرى، بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحارَبة المحاصرة".

المفردات التي استخدمها رئيس الوزراء د. جعفر حسّان في خطابه السياسي تكشف عن تحول في اللغة الرسمية الأردنية لتتناسب مع اللحظة الإقليمية الجارية. لم يكن هذا الخطاب السياسي المتصاعد الذي يتناول إسرائيل وسياساتها المتطرفة مألوفاً على المستوى الرسمي الأردني؛ ليس لأن المعجم السياسي الذي تلتزم به الجهات الحكومية يفتقر للجرأة أو الوضوح، بل لأنه يخضع للتحديث، فالدولة الأردنية تتعامل مع مشاهد متحركة لا بد من مواكبتها، فعندما يستعيد الإسرائيليون مقولاتهم الدينية والتاريخية لدفع مشروعهم التوسعي على حساب الدول العربية فإن ذلك سيُقابله تغيُّر نوعي في السياسات الرسمية التي استقرت لعقود في كل دولة عربية تستهدف إسرائيل أمنها القومي، وبالتالي فإن رفع سقف الخطاب السياسي الرسمي هو خطوة ضمن مسار تصاعدي شامل قد يستمر في المرحلة المقبلة، حيث لن تعتمد الأردن على سياساتها التقليدية التي تألفها إسرائيل لمواجهة تهديداتها المختلفة، ولذا فإن الخطاب السياسي غير التقليدي الذي قدمه رئيس الوزراء د. جعفر حسّان أمس ربما يكون هو المقدمة لتحول استراتيجي يعيد تعريف إسرائيل في المنظور الرسمي الأردني ويتعامل معها وفقاً لمقتضيات الأمن الوطني التي فرضت نفسها على حسابات صناع القرار بسبب التحولات الإقليمية، وللتماشي مع الحالة العالمية التي تتشكل لمواجهة التطرف الإسرائيلي المستمر ومحاصرته

قلت فيما مضى أن إسرائيل التي تستهلك فائض قوتها العسكرية لتصعيد مشروعها الصهيوني ستواجه فائضاً من الغضب والرفض؛ لأنها ستعيد ترتيب الأولويات السياسية والأمنية لدول المنطقة بما فيها تلك التي عقدت معها معاهدات للسلام