نبض البلد -
محمد علي الزعبي
في نظري ومن خلال متابعتي على أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان، التي أعتبرها إحدى الركائز الجوهرية في مسيرة الدولة الأردنية نحو التنمية المستدامة، فهي الجهة التي تتولى مسؤولية التخطيط والتنفيذ والإشراف على المشاريع الكبرى التي تشكل عصب البنية التحتية، وتضع الأسس التي يقوم عليها العمران الحديث والنمو الاقتصادي. ولعلّ المتأمل في مسار الوزارة يلحظ بوضوح أن دورها تجاوز حدود الإنشاءات التقليدية، ليصبح عنوانًا لسياسات تنموية متكاملة تستهدف الإنسان قبل الحجر.
لقد نجحت الوزارة، خلال السنوات الأخيرة، في إنجاز سلسلة من المشاريع النوعية التي غيّرت ملامح البنية التحتية في المملكة. من أبرز هذه المشاريع: توسعة وتحديث شبكة الطرق الدولية والرئيسية بما يعزز الربط بين المحافظات ويسهل حركة النقل والتجارة، وتطوير الأساليب لتخفيف الاختناقات المرورية ورفع مستويات السلامة، إلى جانب مشاريع الأبنية الحكومية النموذجية التي تواكب المعايير البيئية والهندسية الحديثة، بما فيها المدارس والمراكز الصحية والمباني الإدارية.
كذلك سعى الوزارة في سياساتها إلى تحقيق معادلة دقيقة بين الجودة والكلفة، من خلال اعتماد نظم عطاءات شفافة، وتطبيق معايير رقابية صارمة تضمن الالتزام بالمواصفات والمواعيد، فضلاً عن إدخال التقنيات الهندسية الحديثة في عمليات التصميم والتنفيذ، بما يختصر الوقت ويخفض النفقات ويحافظ على استدامة المشاريع ـ دليل واضح على السير بخطى ثابتة نحو بناء منظومةعمل متكاملة .
أما على صعيد الخطط المستقبلية، من الملاحظ انها تضع الوزارة نصب عينيها مواصلة التوسع في مشاريع الطرق التنموية التي تخدم المناطق النائية وتربطها بالمراكز الحضرية، وتطوير البنية التحتية الداعمة للاستثمار السياحي والصناعي، إضافة إلى تعزيز التعاون مع القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الكبرى وفق صيغ الشراكة الفاعلة. كما تركز الوزارة على التأهيل المستمر للكوادر الهندسية والفنية، لضمان مواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال التخطيط العمراني وإدارة المشاريع.
إن وزارة الأشغال العامة والإسكان، بسياساتها وخططها، تؤكد أن التنمية الحقيقية تبدأ من الأرض التي نمشي عليها، ومن الجسور التي تربط قلوب المدن، ومن الأبنية التي تحتضن خدماتنا. إنها وزارة تصنع الفارق حين تتحول المشاريع من رسومات على الورق إلى منجزات تلمسها الأيدي وتراها العيون، وحين تتلاقى الرؤية الهندسية مع الرسالة الوطنية في خدمة المواطن والأرض والهوية.