مشروبات الطاقة.. خطر صحي يهدد حياة الشباب

نبض البلد -

عياد: المنكهات والملونات من أبرز مسببات مشاكل الجهاز الهضمي

الدهون: غياب الرقابة ساهم في انتشارها بين المراهقين

الأنباط – آية شرف الدين

في زمن باتت فيه صحة الإنسان في آخر قائمة الاهتمامات، تشهد مشروبات الطاقة انتشارًا واسعًا، وأصبحت متداولة بين الكبار والصغار على حد سواء، رغم ما تسببه من أضرار صحية جسيمة ويحذّر مختصون من مخاطر هذه المشروبات التي تتسبب في خفقان القلب، والأرق، والتوتر، مؤكدين أن هناك عدة عوامل تدفع الشباب لتناولها، أبرزها الجهل بمكوناتها الخطرة والإعلانات المضللة.

تجربة كادت تودي بحياته

(م.د)، شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، تحدث للأنباط عن تجربته مع مشروبات الطاقة، قائلًا: "كنت أتناولها باستمرار لأنها تمنحني شعورًا بالطاقة وطعمها كان يجذبني. لكن في أحد الأيام، بدأت أشعر بتسارع في نبضات قلبي، فقدت تركيزي، وانعدمت الرؤية، ثم فقدت الوعي ويضيف أنه بعد تلك الحادثة التي كادت أن تودي بحياته، قرر التوقف نهائيًا عن تناول مشروبات الطاقة، واستبدالها بالعصائر الطبيعية والمشروبات الصحية.

مكونات ضارة تؤثر على القلب والجهاز الهضمي

من جانبها، أكدت أخصائية التغذية العلاجية والحميات ناديا عياد أن النسب المرتفعة من الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة "مخيفة”، وقد تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وتدهور جودة النوم.

وأشارت عياد إلى أن مادة التورين، عندما تجتمع مع الكافيين، تُحدث تأثيرات سلبية مضاعفة، إضافة إلى كميات السكر المرتفعة التي تدمّر خلايا الجسم وتزيد خطر الإصابة بمرض السكري.

كما أوضحت أن هذه المشروبات تحتوي أيضًا على مادة الغوارانا التي تسبب ارتفاع ضغط الدم، خاصة عند تناولها بشكل متكرر، مؤكدة أن المنكهات والملونات الصناعية المضافة – رغم موافقة الـFDA عليها – تُعد من أبرز مسببات مشاكل الجهاز الهضمي، ومنها التهيج المعوي والقولون العصبي.

وتختم عياد: "مشروبات الطاقة لا تناسب أحد، فهي توفر طاقة لحظية يعقبها تعب وإرهاق متكرر. التغذية السليمة والنوم الكافي كفيلان بإمداد الجسم بالطاقة الطبيعية دون ضرر”.

تأثير نفسي واجتماعي مقلق

من الناحية النفسية والاجتماعية، أوضح المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون أن الإعلانات الترويجية تُصوّر مشروبات الطاقة على أنها تعزز القوة الجسدية وتحسّن الأداء الذهني، ما يجذب المراهقين لتجربتها، خاصة خلال فترات الامتحانات.

ويشير الدهون إلى أن هذه المشروبات متاحة بسهولة وبأسعار منخفضة، تصل إلى عشرين قرشًا، فضلًا عن انتشارها الكبير في الأسواق، مما يجعل الوصول إليها أمرًا بسيطًا، إضافة إلى الطعم الجذاب الذي يُفضله الكثيرون على العصائر الطبيعية.

ولفت إلى أن التقليد الأعمى للمؤثرين والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا في انتشار استهلاكها بين المراهقين، رغم تحذيرات العديد من وزارات الصحة والشركات المصنعة من تناولها من قبل الأطفال.

آثار خطيرة على الصحة النفسية

وأوضح الدهون أن الإفراط في تناول هذه المشروبات يؤدي إلى فرط النشاط وقلة النوم، ما ينتج عنه القلق والاكتئاب، تقلب المزاج، التشتت الذهني، وضعف التحصيل الأكاديمي، وانعكاسات سلبية على العلاقات الاجتماعية والعائلية.

ويختم بالتأكيد على أهمية الحد من استهلاك مشروبات الطاقة، واستبدالها ببدائل صحية وممارسة الرياضة: "كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، ومكونات مثل الكافيين والسكر عندما تُستهلك بكثرة تُصبح خطرًا صريحًا على الصحة”.