كتلة عزم النيابية تعقد جلسة حوارية موسعة مع شباب محافظة الزرقاء لمناقشة البطالة والتشريعات ومسار الإصلاح الاقتصادي

نبض البلد -

عقدت مؤسسة الإيقونة للتنمية المستدامة جلسة حوارية موسعة جمعت شباب محافظة الزرقاء من مختلف الفئات المجتمعية والحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، بحضور رئيس كتلة حزب عزم النيابية سعادة النائب الدكتور أيمن أبو هنيه، وسعادة النائب الدكتورة هدى نفاع مساعد رئيس مجلس النواب، إلى جانب رئيس لجنة بلدية الزرقاء الكبرى المهندس خالد الخشمان، حيث ناقش الحضور التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والفرص التي يمكن استثمارها لتمكين الشباب وتحقيق التنمية.

بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من مدير مؤسسة الإيقونة السيد راكان فاخوي، الذي أكد أهمية مثل هذه الجلسات التي تُعيد جسور الثقة بين الشباب وصنّاع القرار، مشيرًا إلى أن المحافظة تواجه تحديات متراكمة أبرزها ارتفاع معدلات البطالة وتعثر العديد من المشاريع التنموية التي طال انتظارها.

وأوضح أن المؤسسة تعمل منذ سنوات على تعزيز الوعي التنموي لدى الشباب وتوفير منصات للحوار تهدف إلى إيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ.

من جانبه، أكد النائب الدكتور أيمن أبو هنيه أن معالجة البطالة تمثل أولوية قصوى، مشددًا على أن كتلة حزب عزم تعمل على تقديم مبادرات نوعية لدعم الشباب. وأوضح أن الحزب قدّم الهوية الاقتصادية التي تقوم على خمسة قطاعات منتجة رئيسية هي: السياحة، الزراعة، الصناعات الخفيفة والمتوسطة، التعدين، والخدمات اللوجستية. وأشار إلى أن هذه القطاعات تشكل الأساس في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، لافتًا إلى أن الحكومة بدأت بالفعل بتبني بعض المقترحات ضمن خططها الاقتصادية.

وأضاف أبو هنيه أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تنفصل عن الإصلاح الإداري، داعيًا إلى إطلاق حوار وطني شامل لصياغة رؤية واضحة لمشروع قانون الإدارة المحلية بما يضمن تعزيز اللامركزية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.

وفي مداخلة لها، تحدثت النائب الدكتورة هدى نفاع عن أبرز التحديات الاقتصادية والمالية التي تواجه الأردن في ظل الظروف الإقليمية المحيطة، مؤكدة أن الموازنة العامة مرهقة نتيجة ارتفاع الدين العام، ما يستدعي البحث عن مصادر مالية إضافية لرفد الخزينة.

وشددت على أهمية مشروع الناقل الوطني للمياه باعتباره أحد الحلول الاستراتيجية للتحديات المائية التي تواجه الأردن، مبينة أن معالجة الأزمات الاقتصادية تحتاج إلى حلول مبتكرة وشراكات مع القطاع الخاص إلى جانب ضبط النفقات وتحسين كفاءة الإنفاق العام.

وقد شهد اللقاء تفاعلًا واسعًا من الشباب الذين طرحوا قضاياهم بجرأة، حيث تركزت المداخلات على دور الأحزاب السياسية في القضايا الوطنية وضرورة تفعيل الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله الثاني، خصوصًا الورقة السادسة التي تناولت تيارات العمل السياسي.

كما تناولت المداخلات قضية قانون الإدارة المحلية وصلاحيات الوزير في حل البلديات، مع تأكيد الحضور على أهمية تجويد التشريعات لتحقيق اللامركزية الفاعلة.

كما دعا الشباب إلى إعادة تعريف دور النائب ليقتصر على التشريع والرقابة بعيدًا عن الخدمات الفردية، مع التأكيد على ضرورة دعم الأحزاب ذات البرامج الواقعية والقابلة للتطبيق. ولم تغب القضايا المعيشية عن الحوار، إذ طالب الشباب بإنشاء حاضنات أعمال لدعم المشاريع الصغيرة وتخصيص أراضٍ لتكون متنفسًا لهم أسوة بالحدائق العامة، معتبرين أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي.

وأكد الحضور أن الإصلاح يبدأ من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأن تعزيز الثقة بين الحكومة والمواطنين، وكذلك بين الشباب ومجلس النواب، يمثل حجر الأساس في أي عملية إصلاحية ناجحة.

وفي ختام اللقاء، أعلن المنظمون أن مجموعة من الشباب، بالتعاون مع مؤسسة الإيقونة للتنمية المستدامة وكتلة حزب عزم النيابية، ستعمل على صياغة حزمة من التوصيات العملية التي سيتم رفعها ومتابعتها من قبل الكتلة، على أن تبدأ الأخيرة فورًا بتحويل هذه التوصيات إلى خطوات تنفيذية ملموسة خلال الفترة المقبلة بما يحقق نتائج واقعية على أرض الواقع.