تجارة عمّان تطلق برنامجا تدريبيا بعنوان: رحلة العمر عبر الأجيال للشركات العائلية"

نبض البلد -
تجارة عمّان تطلق برنامجا تدريبيا بعنوان: رحلة العمر عبر الأجيال للشركات العائلية"
أكد النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة عمّان، بهجت حمدان، أن الغرفة تولي اهتماما كبيرا بتطوير أداء الشركات العائلية، نظرا لما تمثّله من ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، ومصدر فاعل للاستثمار وتوليد فرص العمل وتعزيز ريادة الأعمال.

وأضاف حمدان خلال افتتاحه فعاليات البرنامج التدريبي "رحلة العمر عبر الأجيال للشركات العائلية"، أن هذا البرنامج يأتي في إطار رؤية الغرفة لدعم استدامة الشركات العائلية، من خلال نقل الخبرات والمعرفة بين الأجيال، وتكريس مفاهيم الحوكمة المؤسسية، بما يعزّز قدرة هذه الشركات على مواكبة التغيرات المتسارعة في الأسواق المحلية والإقليمية.

ووفقاً لبيان صادر عن الغرفة اليوم، يهدف البرنامج الذي قدّمه الأمين العام للغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، يوسف حسن خلاوي الى الوصول إلى أفضل الممارسات المصممة خصيصا لتناسب احتياجات وظروف العائلة الفريدة، وإرساء ثقافة عائلية قوية، قادرة على استيعاب تنوع الآراء وتعزيز التوافق، وتسليط الضوء على القيم والمبادئ التي تدعم استمرارية الأعمال العائلية.

كما يهدف الى اكتساب رؤى حول التحديات والفرص التي تواجه الشركات العائلية، تعميق الفهم لمسؤوليات العائلة تجاه أعمالها ومجتمعها، ودعم تطوير خطة استراتيجية تضمن الاستدامة والنمو عبر الأجيال، وتعزيز فهم المراحل المختلفة لتطور الأعمال العائلية، وتقديم أدوات عملية لإدارة الأصول العائلية والحوكمة بفعالية، وبناء منظومة متكاملة تضمن استدامة ونمو الأعمال العائلية، وتحليل نماذج الأعمال العائلية واستكشاف أبعادها التشغيلية والاستثمارية والاجتماعية.

وخلال حديثه، أشار حمدان إلى تقرير "فوربس" لأقوى 100 شركة عائلية عربية لعام 2025، والذي صدر مؤخراً، مبيناً أن هذه الشركات تتجاوز كونها كيانات تجارية، بل تمثل ركائز راسخة في المجتمع، ومتجذرة في النسيج الثقافي والإرث التاريخي للمنطقة. 

وبيّن أن التقرير أظهر أن العديد من هذه الشركات تعود جذورها إلى ما قبل عام 1950، مما يدل على مرونتها وقدرتها العالية على التكيّف، بالإضافة إلى بروز نماذج جديدة تعكس الديناميكية والتجدد، مع اهتمام متزايد بالاستدامة والابتكار، لا سيما في مجالات مثل الطاقة النظيفة.

واوضح حمدان أن هذه الشركات غالباً ما تُدار عبر أجيال متعاقبة، وتعمل في قطاعات حيوية كالتجزئة، والتصنيع، والضيافة، وغيرها، مما يجسّد قوة الروابط العائلية واستمرارية الإرث في صياغة ملامح الاقتصادات المحلية.

وأضاف أن الأردن يفتخر اليوم بنماذج ناجحة من هذه الشركات التي استطاعت أن تمزج بين الإرث العائلي والنهج المؤسسي، وتوسعت داخل المملكة وخارجها في قطاعات متعددة، وأسهمت بفاعلية في بناء الاقتصاد الوطني.

من جهته، أشار الأمين العام للغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، يوسف خلاوي، إلى أن البرنامج يستند إلى خمسة محاور رئيسية تُشكّل جوهر ما وصفه بـ"رحلة العمر" التي تخوضها الشركات العائلية عبر الأجيال.

وأوضح خلاوي أن أول هذه المحاور تتمثل في تعزيز الثقافة والقيم العائلية كركيزة للتماسك الداخلي وضمان وحدة الرؤية بين أفراد العائلة، في حين يركّز المحور الثاني على تطوير الرؤية الاستراتيجية وتحقيق الاستدامة عبر الأجيال لضمان انتقال الأعمال بسلاسة من جيل إلى آخر.
وبين ان المحور الثالث، يتعلق بـتحسين الحوكمة وإدارة الأصول العائلية من خلال تبني أنظمة إدارية واضحة وشفافة تضمن حماية مصالح العائلة والشركة على حد سواء، بينما يتناول المحور الرابع فهم التحديات والفرص في بيئات متعددة، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والعالمية المتسارعة التي تؤثر بشكل مباشر على بيئة الأعمال.

ولفت الى ان المحور الخامس يُبرز أهمية تعزيز المسؤولية المجتمعية للعائلة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الدور الوطني والاجتماعي الذي يجب أن تضطلع به الشركات العائلية الناجحة.

وأكد خلاوي أن هذه المحاور تشكّل خريطة طريق واضحة لأي شركة عائلية تطمح إلى الاستمرار والنمو، داعيا المشاركين إلى تبني رؤية طويلة الأمد تقوم على التوازن بين إرث العائلة ومتطلبات السوق الحديثة، بما يضمن استمرارية الأعمال وثباتها في وجه التحديات المستقبلية.

وشارك في البرنامج، الذي يمتد على مدار يومين، نخبة من أصحاب الشركات العائلية وقادة الجيل الجديد، حيث يتناول المشاركون خلال فعالياته قضايا جوهرية تتعلق بإدارة الشركات العائلية واستدامتها.

وتتضمن أعمال البرنامج جلسات تفاعلية وحوارات عملية تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز المعرفة المتخصصة، بما يسهم في تمكين الجيل القادم من القادة وضمان انتقال سلس ومستدام للأعمال، وترسيخ مكانة الشركات العائلية كمكوّن رئيسي في منظومة الاقتصاد الوطني.