سلام أبو الهيجاء.. من الحلم إلى الواقع: أول أردنية مرشحة لتكون رائدة فضاء

نبض البلد -

أبو الهيجاء: التخصص الجامعي لا يجب أن يقيّد أحلام الفضاء

جاد جادالله

في خطوة غير مسبوقة تمثل مصدر فخر للشباب الأردني، استضاف برنامج "في خطوة مع جاد"، والذي يُعرض عبر شاشة "الأنباط"، الشابة الأردنية سلام أبو الهيجاء، أول أردنية مرشحة لتصبح رائدة فضاء، حيث ستخضع لتدريب يمتد ثلاث سنوات استعدادًا لرحلتها المرتقبة في العام 2029، والتي من المقرر أن تستمر لخمس ساعات في الفضاء.

حلم الطفولة نحو النجوم

وأوضحت أبو الهيجاء أن شغفها بعالم الفضاء بدأ منذ كانت في الصف الثاني الأساسي، حيث ظلّ هذا الحلم يرافقها حتى اختارت دراسة هندسة الميكانيك في الجامعة، لتقارب هذا التخصص من تطبيقات علوم الفضاء. وأشارت إلى أنها عملت لاحقًا في تصميم بدلات الفضاء، وهو ما قرّبها أكثر من حلمها ومهّد الطريق أمامها لتصبح أول مرشحة أردنية في هذا المجال.

وأضافت: "التخصص الجامعي لا يجب أن يقيّد أحلام الفضاء، فالكثير من الأطفال والطلاب يحلمون، ويستطيعون الوصول، إذا حصلوا على الدعم والفرصة المناسبة."

من التخرج إلى العالمية

وبيّنت أبو الهيجاء أن تصميم بدلات الفضاء كان المدخل الحقيقي نحو هذا الحقل، خاصةً من خلال مشروع تخرجها الذي حمل عنوان "نظام تبريد لبدلة الفضاء". كما شاركت في مسابقة JSRI، وانخرطت في تدريبات دولية، وحصلت على منح علمية، وأسهمت في كتابة أوراق بحثية ضمن فريق عالمي يضم أكثر من 150 باحثًا متخصصًا في علوم الفضاء.

تدريبات تحاكي الفضاء

وحول المرحلة المقبلة، أوضحت أبو الهيجاء أن التدريب الذي ستخضع له يشمل محاكاة بيئة انعدام الجاذبية من خلال رحلات Zero-G، إلى جانب التدريبات تحت الماء باعتبارها البيئة الأقرب لحالة انعدام الوزن، مشيرة إلى أن هذه التدريبات تتطلب التزامًا لعدة سنوات، وقد تمتد لأكثر من ثلاث سنوات.

ورغم أن تفاصيل البرنامج التدريبي ما تزال غير معلنة بشكل كامل، فإن أبو الهيجاء أوضحت أن كل تجربة في هذا المجال تُبنى على خطوات علمية مدروسة، تحاكي البيئة الفضائية من جميع النواحي.

تحديات.. وطموحات

تحدثت أبو الهيجاء عن التحديات التي واجهتها خلال رحلتها، أبرزها غياب بنية تحتية للفضاء في الأردن، حيث لا توجد وكالة فضاء وطنية، كما أن التخصصات الجامعية ذات الصلة ما تزال محدودة. الأمر الذي دفعها إلى السفر والتنقل للحصول على المعرفة والخبرة من الخارج.

وأكدت في حديثها: "نسعى كفريق لأن يكون هناك وعي أكبر لدى الشباب العربي بأهمية علوم الفضاء، وضرورة التأسيس لبنية تحتية محلية قادرة على محاكاة هذا الواقع."

وأشارت أبو الهيجاء إلى أن كثيرين يعتقدون أن الفضاء موضوع بعيد أو غير مهم، لكنها شددت على أن التطبيقات الفضائية تمس حياتنا اليومية، من الإنترنت إلى الأقمار الصناعية والتقنيات الحديثة.

حلم يحمل الأمل لوطن

ورغم التكلفة العالية للوصول إلى الفضاء، استطاعت أبو الهيجاء أن تحصل على منحة ممولة بالكامل، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل ليس فقط تحقيقًا لحلمها الشخصي، بل بداية لوضع الأردن على خريطة المنافسة الفضائية.

وأكدت في ختام حديثها أن الشباب الأردني يملك طاقات وإمكانات واعدة، تستحق الدعم وتسليط الضوء، وأن قصتها تسعى لأن تكون مصدر إلهام للفتيات والشباب على حد سواء، مضيفة: "نحتاج إلى فتح الأبواب أمام العقول الأردنية لتخوض هذا التحدي، وتثبت أن المستحيل ممكن."