حسان وتخفيف أعباء الحياة

نبض البلد -

عمر كلاب

يسير رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان, بسرعة نحو فتح ثغرة في حاجز الثقة المسدود, بين الشارع الشعبي والحكومة, معتمدًا على انفراجة حكومته على الشارع, وجولاته الميدانية المثمرة, على قاعدة فقهية اقتصادية تقول, " إذا لم أستطع رفع مستوى المعيشة والرواتب, فعلى الأقل سأقوم بخفض أعباء الحياة, وتحسين جودتها" يسنده في ذلك فريق اقتصادي, يقوده خبير في استكشاف الأوجاع, وماهر في توفير البدائل اللازمة للعلاج المكلف.

أمس أزاحت الحكومة عبر رئيسها وكابتن فريقه الاقتصادي, صداعًا شبه دائم في العقل الأردني, اسمه فاتورة علاج مرض السرطان, وإجراءاته البيروقراطية, بتوقيع اتفاقية كريمة للمرضى, تحفظ حقهم بالعلاج, وتحفظ كرامتهم أيضًا, فالتعليمات واضحة, ويقوم على تنفيذها مركز طبي, أصبح صرحًا عالميًا في علاج المرض الخبيث, ويمتاز بكادر طبي وإداري متميز, على رأسه أميرة بشوشة ومخلصة في نهجها لمحاربة السرطان.

ما فعلته الحكومة, بانفتاح رئيسها على الأطراف والعاصمة, خلق جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية, حول استمرارية هذا النهج, وهل هو سلوك شهر العسل سرعان ما ينقضي, أم سلوك أصيل ونهج مستمر, ويبدو أن الرئيس يحمل هذا السلوك بأصالة, عكس ما روجت له نخب سياسية, اعتادت الغمز واللمز أمام أي بادرة إيجابية, وأظنها الآن, أسيرة منطوقها السابق, وتخجل أن تتراجع, وتقول أن الرئيس وبعد قرابة عام, من تحمله المسؤولية, يسير بثبات ووقار.

خطوة ـطير معالجات السرطان الكريمة, سبقتها خطوات تخفيفية على المواطن, ويبدو سيتلوها مزيد من الخطوات, التي يقوم على التحضير لها رئيس الفريق الاقتصادي والذي قال أن ثمة ما هو قادم, رافضًا الإفصاح عنه إلا في حينه, ولربما تخشى الحكومة ورئيسها, من الإقليم وتداعياته, التي بالعادة تقوم بتأخير الخطوات الأردنية نحو مزيد من الاستقرار والثبات, مكتفية بخطوات حرجة لتمرير المخاطر الإقليمية.

حسان باغت الأردنيين, بإيجابيته, وهو شخص غير مكشوف للشارع, بحكم مواقعه التي شغبها, وأقصد بالمكشوف للشارع, عدم دخوله في نوادي الصالونات, أو نادي الشلل السياسي, ومواقعه السابقة اما غير مقروءة للشارع الشعبي, وزارة التخطيط, واما محمية بطبيعة العمل في المقر السامي, لذلك أقول غير مكشوف, فلا توجد شلة أو صالون, تقوم بنقل الأخبار أو التزيد في الوصف أو الانتقاص من الجهد, لذلك كان الغموض الإيجابي, مبعث المباغتة الإيجابي.

خطوات تبعث على التفاؤل شعبيًا, ومزاج أردني بات أقل حدة ضد الحكومة, مما يعني أن جدار الثقة السلبي, بات أقرب إلى توسعة الكوة التي فتحها الرئيس بحركته وقرارات فريقه الاقتصادي, بانتظار المزيد من الإجراءات التخفيفية والاستمرار في نهج التواصل والمكاشفة.

omarkallab@yahoo.com