نبض البلد - هذا الذي يشبهنا ،،، ويشبه الأردن حين يعشق
بعيدا عن كل شيء، مرت صورة أمامي عبر صفحات التواصل الاجتماعي لـ ولي العهد الأمير الشاب الحسين بن عبدالله تختصر الوطن برمته،،،
وقفت، ولم اتحرك، وبقيت صافنا في هذه الصورة، وقلت لـ نفسي يجب أن أكتب،، يجب أن اكتب، هذه ليست صورة عادية،،،
هذه الصورة ليست لـ ولي العهد، أو لـ أمير من الأمراء الهاشميين يجلس على عرش من ذهب، وإنما رأيت فيها صورة لـ شاب أردني من أبناء الأردن العظيمـ ينبص قلبه بعشق الوطن، وتشتعل روحه وأنفاسه بحب لا يشترى ولا يباع،،،
أمير وكل شيء تحت إمرته، كان بـ إمكانه أن يكتفي برسالة أو بفيديو دعم لـ المنتخب، أو تغريدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو على الأقل بـ لقاء رسمي يجمعه مع المنتخب الوطني قبل سفرهم،،،
لكن هذا الشاب آثر أن يترك الجمل بما حمل، ويغادر مكتبه وبيته وعائلته وطفله، ويصعد الطائرة من قلب عمان الى مسقط، ورحلته لم تكن كـ رحلة مسؤول برجوازي أو أرستقراطي محاط بـ البروتوكولات، ويمشي على السجاد الأحمر، مرتديا أحدث البدلات الإيطالية والعطور الفرنسية، بل رحل كـ مشجع أصيل مرتديا "تيشيرت" المنتخب الوطني،،،
إنه هناك، يجلس برفقة المشجعين، لا فوقهم ولا على رؤوسهم، كما لو كان بين أصحابه وأهله،،،
أتسمعونه ؛ ها هو يرفع صوته عاليا، ويهتف من قلب أردني اصيل، يلوح ويصرخ، وكأن المباراة تجرب في عروقه،،
وعندما إقتحم "علوان" شباك مسقط بـ الرمية القاضية، لم يعد ولي العهد أميرا، بل أصبح شابا من شباب الأردن، تفجرت ملامحه بـ الفرح، وشفاهه ترتجف بصرخة النصر، وعيناه تلمعان بـ انتماء حقيقي لا انتماء مزيف،،،
أنظروا الى عينيه في الصوةر،، أو الى يديه المشدودتين بـ عاطفة مجنونة، والى صدره الذي يكاد أن يخرج من بين ضلوعه،،
هذه ليست مسرحية، أو تمثيلية، ولا مجاملة، ولا تسويقا لـ الظهور،،،
هذه لحظة حقيقية نقية، عارية من التكلف والتصنع والزيف، ومغموسة بـ عرق الانتماء،،
كم كنت بحاجة الى رؤية هذه الصورة،،، صورة تثبت لـ الجميع أن الوطن ليس مجرد كلمات تلحن في أغنية وطنية، ولا انتماء يعلن عبر الشاشات في مؤتمرات مموله،،، بل فعل ووفاء وتضحية، وثبات في الميادين، وعشق لا يلقن بل يعاش،،