محمد علي الزعبي

وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية: ركيزة الإصلاح وبوابة المشاركة الوطنية

نبض البلد -
محمد علي الزعبي

في خضم التحولات السياسية التي يشهدها الأردن، تبرز وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية كمؤسسة محورية في تعزيز النهج الديمقراطي، وبناء بيئة سياسية قائمة على التعددية والمشاركة. الوزارة لم تعد فقط جهة تنظيمية، بل أصبحت محفّزًا للتغيير، وجسرًا يربط بين الدولة والمجتمع، في لحظة إصلاح وطني تتطلب تفاعلًا مسؤولًا وواعيًا من جميع الأطراف.

منذ تسلُّم معالي عبدالمنعم العودات مهام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، انطلقت المؤسسة في أداءٍ وطني متقدم يرتكز إلى فهمٍ عميق للواقع السياسي، وتجربةٍ برلمانية وقانونية ثرية. فقد جاء الوزير من قلب العمل التشريعي، حاملاً رؤية إصلاحية نابعة من قناعات راسخة بأهمية المشاركة الشعبية، والدور الحيوي للشباب والمرأة في إعادة صياغة المشهد السياسي الأردني.

عملت الوزارة، بقيادة العودات، على تفعيل مخرجات لجنة التحديث السياسي من خلال إطلاق برامج توعوية في الجامعات، وتنظيم ورشات عمل موجهة للأحزاب الجديدة والناشئة، بالإضافة إلى تعزيز التفاعل مع منظمات المجتمع المدني. وتمثّل هذه الجهود خطوة متقدمة نحو ترسيخ ثقافة سياسية جديدة تقوم على الانخراط الفعلي، والحوار، والتنوع الفكري.

كما تنتهج الوزارة سياسة الأبواب المفتوحة، وتولي اهتمامًا خاصًا ببناء الثقة مع الشارع السياسي والشبابي، عبر مبادرات تدعم التمكين والريادة السياسية، وتشجع على الانخراط في العمل الحزبي والبرلماني بوعي ومسؤولية.

أما على الصعيد المؤسسي، فقد نجحت الوزارة في بناء منظومة تنسيقية متقدمة مع مجلس الأمة، دعّمت من خلالها الأداء التشريعي والرقابي، وأسهمت في تعزيز التشاركية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

في ظل هذه المعطيات، تبرز وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية كواحدة من أبرز أدوات الدولة في إنجاح المشروع الإصلاحي السياسي، وصياغة مشهد حزبي برامجي ناضج، وخلق بيئة سياسية آمنة تعزز الانتماء وتحفز على المشاركة الفاعلة.

ختامًا، فإن وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية تقف اليوم أمام مسؤولية تاريخية في تكريس التحول الديمقراطي وترجمة الإرادة الملكية السامية بتحديث الحياة السياسية إلى واقع ملموس. ومع تصاعد الحراك الحزبي وارتفاع سقف التطلعات الشعبية، تبقى الوزارة مطالبة بالاستمرار في نهج الانفتاح، وتعزيز ثقافة الحوار، وتحويل السياسة من نُخب مغلقة إلى مساحة مفتوحة لكل مواطن يؤمن بدوره في بناء الوطن. إنها لحظة فارقة، والوزارة قادرة على قيادتها بثقة وثبات.