نبض البلد -
منبر وطني حر يجسد نبض الشارع الأردني ويعكس هموم المواطنين
الأنباط - محمد شاهين
وهي تشعل شمعة عقدها الثالث بكل فخر واعتزاز، احتفلت جريدة الأنباط الجمعة بمرور عشرين عامًا على انطلاقتها، في مناسبة استثنائية نستذكر فيها مسيرة غنية بالعطاء الصحفي والمهني، سطّرت خلالها الجريدة فصولًا مضيئة من العمل الدؤوب والالتزام الثابت بقيم المهنة، ورسّخت مكانتها كمنبر وطني حر يجسد نبض الشارع الأردني ويعكس قضايا المواطن وهمومه وتطلعاته.
منذ انطلاقتها في العام 2005، على يد عرّاب الصحافة الدكتور رياض الحروب، وضعت الأنباط نصب عينيها هدفًا واضحًا لا تحيد عنه بأن تكون صوتًا صادقًا، ومعبرًا أمينًا عن الواقع الأردني، تلتزم بالمهنية الصحفية والموضوعية الكاملة في تناول الأحداث، وتنقل الحقيقة بشفافية دون تزييف أو تحريف، وهذا الالتزام لم يكن مجرد شعار، بل تجسّد عمليًا في صفحاتها اليومية، التي حملت همّ الوطن والمواطن، وكانت مرآة حقيقية لقضايا الشارع الأردني، تنقلها بجرأة، وتعالجها بعمق، وتطرح الحلول بمسؤولية.
طوال العقدين الماضيين، واجهت الأنباط بإدارة الزميل حسين الجغبير العديد من التحديات، كما هو حال أي مؤسسة صحفية طموحة تعمل في بيئة متغيرة وسريعة التحوّل، إلا أن عزيمتها لم تفتر، بل ازدادت صلابة، فكانت في مقدمة الصحف التي استجابت لتغيرات المشهد الإعلامي، وتفاعلت مع التحول الرقمي الكبير الذي طرأ على الصحافة عالميًا، فتوسعت في منصاتها الرقمية، وطورت حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتصل إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعًا، دون أن تتخلى عن هويتها الورقية، ودورها التاريخي في تقديم صحافة رصينة وموثوقة.
فأطلقت الأنباط منصات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها منصة "البودكاست" التي حرصت فيها على إعطاء المساحة الكافية للرأي والرأي الآخر من خلال برامج متخصصة في هذا المجال، وذلك لزيادة الوعي وملاحقة النجاح أينما كان، وطرح مواضيع ملهمة تستحق هذه المساحة.
وأطلقت أيضًا "تلفزيون الأنباط" على نظام الـIP TV"، فكانت سبّاقة في متابعة الأخبار وطرح التحليلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال تقارير ميدانية وتحقيقات صحفية وتغطيات ميدانية لجميع الأحداث على الساحة المحلية والعربية.
هذا التوازن بين الحداثة والأصالة، بين الرقمي والورقي، شكّل علامة فارقة في مسيرة الأنباط، وضمن لها الاستمرارية وسط التغيرات التكنولوجية والإعلامية المتسارعة، فلم تكن مجرد ناقل للأخبار، بل صانعة للرأي العام، ومؤثرة في تشكيل الوعي المجتمعي، ورافعة للهمّ الوطني، تشارك المواطن أفراحه وأحزانه، وتواكب الأحداث بكل أمانة ومسؤولية.
وبهذه المناسبة العزيزة، تتقدم أسرة الأنباط بجزيل الشكر والامتنان لكل من كان شريكًا في هذه الرحلة الإعلامية المتميزة من قراء أوفياء آمنوا بالصحيفة وبما تقدمه من مضمون جاد وهادف، إلى الزملاء الصحفيين والمحررين والمصممين والإداريين، الذين بذلوا أقصى الجهود لتبقى الأنباط منارة إعلامية مضيئة في سماء الوطن.
فقد كانت هذه السنوات العشرين مدرسة حقيقية في الإعلام الوطني المسؤول، ومختبرًا للصدق والمهنية، وحاضنة للأقلام الحرة، ومنبرًا للرأي والرأي الآخر، وخلالها، لم تتوان الأنباط عن خوض المعارك المهنية دفاعًا عن الحقيقة، وعن تقديم قصص النجاح والإنجازات الأردنية، وإبراز الطاقات الشابة، وتسليط الضوء على القضايا التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
وعهد منا بأن تظل الأنباط وفيّة لقرائها، مخلصة لمبادئها، قوية بكم، ومستمرة في أداء رسالتها الإعلامية بكل كفاءة ومهنية، سنبقى، كما كنا، صحيفة كل الأردنيين، نكتب من أجل الوطن، وننحاز للحق، ونعبّر عن الناس، ونحمل همومهم وأحلامهم على صفحاتنا.
كل عام وجريدة الأنباط بخير، وكل عام وأنتم شركاؤنا في النجاح.
على العهد باقون من أجل صحافة وطنية حرّة ومسؤولة.