د.حازم قشوع

الملك والقمه الثلاثيه ؛

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
بعد لقاءات هامة أجراها الملك عبدالله في الحاضره الاوروبيه فى العاصمة الألمانية التى تستعد للتغيير وبلغاريا حيث مضامين قمة العقبة في صوفيا، والتي أكد الملك عبدالله عبرها على أهمية تظافر الجهود من أجل التوصل لإعادة مناخات السلام للمنطقة بوقف الحرب على قطاع غزة وأحياء منهجية حل الدولتين التي غابت عن المشهد، ووقف حالة تدهور الأوضاع بالجنوب اللبناني والسوري وتهيئة المناخات من أجل عودة الهدوء للمنطقة حيث تأتي القمه الثلاثيه فى القاهرة بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبمشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أجل وقف مناخات التصعيد في المنطقة، وإنهاء حالة الحرب على غزة وفتح الأبواب أمام عودة حملات الإغاثة لقطاع غزة بما يسمح لتكوين أرضية قادرة لإعمار قطاع غزة فى ظل مناخات التصعيد وأجواء تقودها عمليات من الترحيل، وهذا ما يجعل من القمه الثلاثيه فى القاهرة  يعول عليها لإحداث اختراق في الحالة المستعصية في غزة.
 
القمة التي تأتي متزامنة مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية للبيت الأبيض، تعتبر محطه مركزيه ستعمل بالتوازي من لقاء نتنياهو - ترامب الذي ينتظر مناقشة ملفات قطاع غزة كما الملف اللبناني والايراني، بعدما وصلت المفاوضات الايرانية الامريكية فى مسقط العمانية لارضية سياسية يمكنها دعم مجهودات إحقاق حاله سلمية لمجتمعات المنطقة التى مازالت مجتمعاتها تعاني جراء مناخات عدم الاستقرار منذ اندلاع أزمة غزة نتيجة التجاذبات الإقليمية المتداخلة والتي وصلت لسوريا ولبنان والعراق واليمن وإيران، وهو ما كبد مجتمعات المنطقة خسائر فادحة طالت البنية التحتية والبنية الفوقية، هذا إضافة لمسالة اخرى تتعلق بتجميد حواصل التنمية مما جعلها مركزا طاردا للاستثمار والأعمال، وهى الجملة السياسية التي جعلت الجميع يبحث عن حل للأزمة التي أصبحت تشكل تهديدا للأمن الإقليمي والسلام الدولي.
 
ولعل القمه الثلاثيه التي تأتي على رتم مظاهرات شعبية عارمة اجتاحت عمان والقاهرة والرباط وباريس وبرلين ونيويورك وكاليفورنيا و ميشيغان وشيكاغو، وهي تطالب بوقف آلة الحرب على قطاع غزة تشكل أداة ضاغطة شعبيا، وهذا ما يجعل من اللقاءات الرسمية بما ستقف عليه من توجهات داعمة لمقررات هذه القمة التي تعقد من أجل وقف الحرب وعودة الهدوء للمنطقة ودعم المبادرة المصرية للسلام والاعمار والتوافق حول البرنامج العام لليوم الثاني من حرب غزة.
 
وهذا ما يجعل من هذه القمة تنعقد وسط آمال شعبيه وتطلعات دولية تنادى بضرورة الكف عن استخدام الحلول العسكرية والقرارات الأحادية، وتؤكد اهمية ايجاد ضمانات دولية تحقق عوامل الأمان للشعب الفلسطيني بقطاع غزة كما فى القدس والضفة، وهو ما يجعل من القمه الثلاثيه فى القاهره يعول عليها لإيجاد أرضية سياسية للحل بالتواصل مع قمة واشنطن من أجل وقف الحرب.
 
والأردن الذى يثق بالملك وبقدراته الدبلوماسية الأردنية، ويعلم شعبه الأردني الوفي مدى حرص الملك على القضية المركزية للهاشميين قبل ان تكون قضيه وطنيه اردنيه وفلسطينيه، فإنه سيبقى يؤكد التزامه مع القضية الفلسطينية كما يؤكد التزامه بأمن الأردن والمحافظة على السلم الأهلي فلا يحيده دعوات عصيان من هنا ولا تبعده جملة عارضة ومشبوه جاءت من هناك، فالأردن كما الملك سيبقى على العهد مع قضيته كعهد الهاشميين يحفظ أمنه وأمانه كما يحافظ على عهده تجاه فلسطين القضية.