غزة ،، حيث طعنات النكران والجحود أشد وجعا من صواريخ العدو الصهيوني،،

نبض البلد -

أي قلب يمكن ان يتحمل هذا الجحود،، ؟ وأي روح لا تنكسر أمام الطعنات التي تأتي من القريب الحبيب،،،، فبعد كل ما قدمه المجاهدون في سبيل الله من تضحيات،،؟ يخرج علينا أبناء غزة في مشهد صادم يطالبون بطرد من كانوا درعهم الحامي، وسيفهم البتار في وجه العدو الصهيونى المتطرف….!!

ولنعد إلى الوراء قليلا،، فحين حوصرت غزة، وصمت العالم أجمع على معاناة أهلها، كانت المقاومة وحدها من رفع الرأس عاليا، وتصد رجالاتها للطائرات والصواريخ والزحف البربري البري، وقدمت الشهداء، ورفضت الانكسار والخنوع، وقاتلت من أجل الكرامة، وحملت على أكتافها عبء الأمة الإسلامية والعربية كلها، في وقت كان الآخرون يهرولون إلى التطبيع، ويعقدون الصفقات المشبوهة مع المحتل الصهيوني.

واليوم، بدل أن تحنى الهامات احتراما لهذه التضحيات، نرى من يرفع صوته ضد من حموا الأرض والعرض في مشهد يبدو وكأن دماء الشهداء لم تسفك، وكأن البيوت التي دمرت لم تكن من أجل كرامة هذا الشعب.

لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن معاناة أهالي غزة بلغت حدا لا يطاق، والحصار والجوع والخوف والموت جعلوا الناس يصلون إلى نقطة الانفجار، ولم يعد بإمكان أحد مطالبتهم بالصمت إلى الأبد.

هذا الغضب الغريب الجديد، لا يوجّه إلى المقاومة كفعل جهادي مشرف، بل يجب ان يوجه لمن أخطأوا في إدارة الحياة في غزة، ولمن احتكروا القرار وفرضوا الأيديولوجيا على مجتمع يبحث عن الحرية كما يبحث عن الكرامة.

نعم، نؤمن أن المجاهدين الذين يقاتلون في أرض المعركة ضد العدو الصهيوني هم أشرف الرجال، لكننا في الوقت ذاته نرى أن الذراع السياسي لحماس قد فشل في احتواء شعبه، وفشل في إدارة غزة بطريقة تمنع وقوعها في هذا المأزق،،، فليس كل من غضب على السلطة الحاكمة في غزة هو خائن، وليس كل من انتقد الإدارة السياسية يعني أنه يرفض المقاومة، بل على العكس البعض ينتقد لأنه يريد لهذه المقاومة أن تبقى طاهرة ونقية، غير ملوثة بحسابات السياسة والسلطة والتدخلات الخارجية.

ونعم يتفق الجميع على ان الحصار شديد، والجوع مؤلم، والدمار هائل، لكن من قال ان الطريق إلى القدس مفروش بالورود؟ ومن قال إن مواجهة الاحتلال الصهيوني المتطرف ستكون بلا ثمن؟ ألم يكن رسول الله (صل الله عليه وسلم) وصحبه يحاصرون حتى وصل بهم الأمر أن أكلوا أوراق الشجر،،؟ ألم يحارب الأنبياء، وسفكت دماء المؤمنين في سبيل الله؟ فكيف بنا اليوم، نتعب من الطريق ونرمي السلاح بأيدينا،،،؟

يا أشاوس وأسود غزة، لا تجعلوا العدو الصهيوني يفرح بتمزيق وحدتكم، لا تسقطوا في فخ من يريدون أن تكونوا أداة في حربهم على المقاومة،، فمن قدم روحه فداء لهذه الأرض لا يستحق الطعن في ظهره، ومن وقف في وجه الاحتلال الغاشم لا يكافىء بالجحود،، فلا تتركوا غزة تنكسر، فهي آخر معاقل العزة في زمن شاع فيه الخنوع وكثر،،
#خليل_النظامي