نبض البلد - جواد الخضري
اللقاء الثنائي الذي جمع هذا اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الامريكي ترامب في البيت الابيض والذي سبقه مؤتمر صحفي كان مفاجئا لكن على ما يبدو لم يرق للرئيس ترامب كون اسئلة الصحفيين الذين تم السماح لهم بالدخول للمكتب الرئاسي محرجة للادارة الامريكية قبل أن تكون محرجة للرئيس ترامب ، اذ جاءت تصريحات ترامب مخالفة لكل الاعراف والقوانين الدولية حين اكد على ضرورة ترحيل ابناء قطاع غزه من القطاع ليعيشوا في دول اخرى بسلام من وجهة نظره وهي في الاصل مرفوضة رفضا قاطعا سواء من الغزيين او الفلسطينيين داخل فلسطين المحتله او باقي دول العالم التي ارتأت في تصريحات الادارة الامريكية بما يتنافى مع كل القوانين الانسانية لكن خلال اللقاء كان هناك اختلاف كلي بين تصريحات الرئيس الامريكي ترامب والدبلوماسية الاردنية من خلال رد جلالة الملك عبد الله الثاني على اسئلة الصحفيين والتي كانت معظمها موجهة للرئيس ترامب حيث اكد جلالته وبدبلوماسيته المعهودة على ان الاردن لن يكون بديلا او وطنا بديلا للفلسطينيين داعيا ترامب ونتنياهو لافساح المجال حتى يكون هناك قرار عربي موحد ومن المؤكد ما دفع بالرئيس الامريكي ان يصف جلالة الملك بالرجل العظيم لانه قد فهم ما تحدث به جلالته خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء الثنائي المرتقب في المكتب الرئاسي لقد جاء الموقف الاردني الرسمي والشعبي متناغما مع موقف جلالته ومؤيدا لكل ما يتحدث به جلاله الملك عبد الله الثاني حتى قبل توجه جلالته لواشنطن وربما هذا ما اعطى قوة دبلوماسية وسياسية في وضع النقاط على الحروف لرفض اي مشروع تهجيري للفلسطينيين من الارض المحتلة سواء في غزه او الضفه الغربية لان من حق الشعوب العيش على ارضها بسلام ومن حقها ايضا ان تقرر مصيرها مقابل دبلوماسية جلالة الملك الذي اكد قوة الاردن بالمقابل عجز ترامب عن امتلاكه للدبلوماسية الدولية خلال ردوده الغير مترابطة وعدم امتلاكه للدبلوماسية الدولية خلال رده على اسئلة الصحفيين الذين وضعوه في مواقف محرجة لم تكن له بل للادارة الامريكية ككل وبين ترامب من خلال ردوده المتبعثرة وكأن المتحدث او من يرد على اسئلة الصحفيين هو مجرم الحرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي عمل وبكل وحشية على تدمير معظم قطاع غزه وما خلفه من قتل للاطفال والنساء والشيوخ عدا عن عمليات الهدم للمساجد والمدارس والجامعات والمنازل فوق رؤوس ساكنيها وباسلحة تدميرية امريكية مما يؤكد على وحشية الادارات الامريكية وانها لا تختلف عن وحشية الكيان اما حول ما تحدث به جلالة الملك عن استقبال الاردن لألفي طفل فلسطيني من المرضى سواء المصابين بمرض السرطان او المصابين جراء عمليات التدمير خلال 15 شهرا فهو عمل انساني بحت يؤكد عليه جلالة الملك وعلى الدوام وخير مثال المستشفى الميداني الاردني العسكري في قطاع غزه وهذا يختلف كل الاختلاف عن المخططات التي ستفشل مسبقا التي يسعى اليها الرئيس الامريكي ترامب الذي اكد ايضا على انه ما تحدث به جلالة الملك عن استقبال الاطفال المرضى قد جاء مفاجئا. اذا لقد فشلت الدبلوماسية الامريكية امام الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك والتي قد تدفع بالادارة الامريكية الى التراجع عن تصريحات الرئيس ترامب الذي وضع نفسه في مازق امريكي عربي وامريكي اسلامي وامريكي دولي لان ما حصل في غزه بعد السابع من اكتوبر للعام 20 23 لن يتكرر على الرغم من كل التهديدات التي اطلقها ويطلقها الرئيس ترامب لان الشارع العربي والشارع الدولي لم يصبح كما كانا عليه قبل الحرب على غزه ولو تمادى الرئيس ترامب وقام باي فعل عسكري فانه سيكون سببا في اشعال فتيل حرب عالمية ثالثة وعليه ستتغير الخارطة الجغرافية والسياسية العالمية .