نبض البلد - رأي حول موقع أمانة عمان للشكاوى الإلكترونية
د. أيوب أبودية
شهدت أمانة عمان الكبرى تطوراً ملحوظاً في الخدمات الإلكترونية التي تقدمها للمواطنين، ومن بين هذه الخدمات منصة الشكاوى الإلكترونية، التي يمكن البحث عنها تحت عنوان "شكاوى الأمانة" في جوجل، مثلا، وهو موقع الكتروني هدف إلى تسهيل تقديم الشكاوى ومتابعتها من قبل المواطنين، وتحديداً فيما يتعلق بالقضايا اليومية كـالاعتداء على الأرصفة، إزالة الأنقاض، وتراكم النفايات، إزالة مخلفات تقليم اشجار، واستغلال ارتداد امامي أو رصيف، واستمرار اعمال انشائيه لساعات متأخرة، أو حرق نفايات، وغيره.
أثبت موقع أمانة عمان للشكاوى الإلكترونية فعالية كبيرة في استقبال الشكاوى بطريقة منظمة وسلسة. فبفضل واجهة الموقع البسيطة وسهلة الاستخدام، يمكن للمواطنين تقديم شكاواهم بسهولة دون الحاجة إلى زيارة مراكز الأمانة أو التعامل مع التعقيدات الورقية والبيروقراطية المعهودة. بمجرد الدخول إلى الموقع، يمكن للمستخدم إدخال التفاصيل المطلوبة المتعلقة بالشكوى وتقديم شرح للموقع أو الوثائق اللازمة لدعمها. هذا يوفر وقتاً وجهداً كبيرين، خاصة للمواطنين الذين لا يمتلكون الوقت للذهاب إلى الجهات المختصة.
إحدى أهم ميزات موقع أمانة عمان للشكاوى الإلكترونية هي إمكانية متابعة الشكوى بعد تقديمها. إذ يتلقى المستخدم رقم مرجعي يمكنه من خلاله متابعة حالة الشكوى، حيث يتم تحديث حالة الشكاوى بشكل دوري على الموقع، مما يعزز الشفافية ويطمئن المواطنين بأن شكاواهم قيد المتابعة. ومع ذلك، هناك بعض الملاحظات التي تشير إلى أن بعض الشكاوى قد تستغرق وقتاً أطول مما هو متوقع لحلها، خاصة تلك المتعلقة بالاعتداءات على الأرصفة أو إزالة الأنقاض أو رفع المناهل. فقد كررت شكوى على رفع مستوى غطاء منهل في شارع محمد جناح في منطقة الدوار الخامس عند مدخل فندق الشيراتون تماما، وظل على حاله منذ سنين، حيث تضررت منه مئات المركبات يوميا، ولكن بعد الإصرار تابعت الشكوى وقاموا في مطلع هذا العام برفعه مشكورين.
تعتبر الشكاوى المتعلقة بالاعتداء على الأرصفة من أكثر الشكاوى شيوعاً، إذ يعاني الكثير من سكان عمان من استخدام الأرصفة بشكل غير قانوني من قبل المحلات التجارية والمطاعم أو حتى لأغراض البناء او لوقوف المركبات عليه أو للزراعة الكثيفة عليه بحيث تمنع المشاة من التحرك، رغم أنني من أنصار زراعة الأرصفة، ولكن بشرط اختيار الشجر المناسب ومتابعة العناية به بحيث لا يعوق حركة المشاة.
كذلك، تُعد قضايا إزالة الأنقاض الناتجة عن عمليات البناء أو الترميم من المشكلات المتكررة، إذ يؤدي تراكم الأنقاض إلى تشويه المنظر العام ويعيق حركة السير. بالإضافة إلى ذلك، تواجه بعض المناطق تحديات مرتبطة بتراكم النفايات والحرائق المتكررة للنفايات والاعشاب، وخاصة من قبل عمال النظافة أنفسهم، مما يؤثر على البيئة والصحة العامة.
استناداً إلى آراء المستخدمين، فإن الأمانة تبذل جهوداً معقولة، بل وممتازة أحيانا، في التعامل مع هذه الشكاوى، ولكن هناك حاجة إلى تحسين سرعة الاستجابة لبعض الحالات، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. بعض المواطنين يرون أن متابعة الشكاوى الإلكترونية في هذه المجالات قد تستغرق وقتاً أطول من المتوقع، مما يتطلب من الأمانة زيادة الجهود وتخصيص فرق ميدانية أكثر فعالية لتلبية هذه الاحتياجات.
ختاما، يمكن القول إن موقع أمانة عمان للشكاوى الإلكترونية يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز التواصل بين المواطنين والأمانة، وزيادة الثقة بأداء الحكومة، وتقديم حلول مبتكرة وسريعة للمشكلات اليومية. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لتحسين سرعة الاستجابة وزيادة فعالية فرق المتابعة الميدانية لضمان حل الشكاوى المتعلقة بالاعتداء على الأرصفة، وإزالة الأنقاض، وتراكم النفايات، ورفع المناهل في وقت مناسب، وغيرها من مهمات، علما بأن الموقع خلا مؤخرا من بند الشكاوى التي تتعلق بتصليح إنارة الشوارع المعطلة الذي كان موجودا سابقا، نتساءل لماذا؟