شمال غزة بلا أسلحة, وملحق أمني سري
السلطة تراقب من ثقب الباب والأردن بانتظار تغييرات جوهرية
ترامب يهدد .. وفريق أمريكي أوروبي يفتش
الأنباط – قصي ادهم
في الوقت الذي ينشغل فيه الشارع الشعبي, بمظاهر تسليم المجندات والأسرى الصهاينة, وقراءة منسوب القوة للمقاومة من عدمها, تنشغل دوائر أمنية في رسم شكل القادم لقطاع غزة, وشكل القادم للضفة الغربية بالضرورة, والحديث هنا عن غرفة عمليات أمنية مفصلة, يطلع عليها مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط, لا بل ويديرها, وتضم بعض الخبراء المعنيين في الملف الفلسطيني, وملف قطاع غزة, من الاستخبارات الأمريكية والمخابرات القطرية والمخابرات المصرية أيضًا, مع ممثل للمخابرات التركية.
الترجيحات أن هذه الغرفة ستكون في مصر, وستبدأ العمل والإشراف على المرحلة الثانية, التي بدأت أمس, وغرفة العمليات هذه لها 3 وظائف رئيسية, الأولى هي تمرير الترتيب أو البروتوكول المتفق عليه بشأن كيفية تواجد القوات الإسرائيلية في محيط محور فيلادلفيا, وثانيًا الإشراف المباشر, على الالتزام ببروتوكول إدخال المساعدات, وتنظيم الأمور بدقة متناهية على معبر رفح, أما الأجندة الثالثة فهي تنقسم إلى جزئين, الأول يتمثل في الإصرار على مراقبة تفاصيل متفق عليها بشؤون إطلاق سراح الأسرى, والحِرص على توفير ملاذ سريع في ذات الوقت عندما تحصل أي مشكلة.
والجزء الثاني هو التمهيد للمرحلة الثانية والتي يعتقد أنها ستبدأ الأسبوع الجاري, وستكون معقدة للغاية, رغم الضمانات الواردة من إدارة ترامب, لإنجازها بشكل دقيق وبدون حصول خروقات في أي اتجاه, وهي تشمل وصول,متعاقدين أمريكيين وأوروبيين وظيفتهم تنفيذ مهمة تفتيش الأشخاص من النازحين الذين سيعودون إلى شمال غزة اعتبارًا من السبت الفائت, عند محور من نتساريم, والتأكّد من عدم وجود مسلحين, وهم متعاقدين, لن يساهموا في تفتيش إلّا المُشتبه بهم من المواطنين, وسيركزون في تفتيشهم, على السيارات والآليات بموجب ما طلبته السلطات الإسرائيلية, ووافقت عليه حركة حماس عند التفاوض.
الشمال الغزي اذن, منزوع السلاح, كما يقول مصدر فلسطيني, تحدث عن ملحق أمني, بقي بعيدًا عن أعين الجمهور, ولم يجر الحديث عنه في صفقة الهدنة, يتضمن تفصيلات, عن شكل التواجد الأمني بشقه الشُرطي فقط, في معظم قطاع غزة, تمهيدًا للاتفاق على شكل حكم القطاع في مرحلة انتقالية, يأمل كثيرون أن تفضي إلى توحيد السلطة في غزة والضفة, لكن بأدوات جديدة, لم تصل غرفة العمليات الأمنية إلى صيغتها النهائية, لكنها تستند إلى تصريحات ترامبية, مفادها" لن يكونوا سعداء " أي من يعرقلون الصفقة والهدنة, وبما أن الفلسطينيين لم يكونوا يومًا سعداء, فهم ليسوا المقصودين بالتهديد الترامبي.
أمام هذا الواقع والترسيمات, هل سيبقى الأردن, بلا حركة موازية أو مقابلة؟ سألت الأنباط سياسيًا قريبًا من دوائر صنع القرار, فأجاب: يبدو أن القادم أكثر شمولية على صعيد المشهد الداخلي الأردني, الذي سيبدأ فعلا الاستعداد لمرحلة ما بعد غزة, بتغييرات جوهرية, رافضًا الحديث عن شكل ومضمون تلك التغييرات.