“الأردن وفلسطين: دور هاشمي راسخ في الصمود والبناء”

نبض البلد -

 

خلدون خالد الشقران

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقف الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، جنبًا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني. بتوجيهات ملكية حكيمة، بدأ التحرك الأردني بشكل دبلوماسي وإنساني لوقف هذه الحرب المدمرة، والعمل على إحباط المخططات الخبيثة التي كان الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتنفيذها.

 

فمنذ بداية العدوان لم يعرف الملك عبد الله الثاني الهدوء ، حيث جاب العالم وقاراته الخمس محذرًا من تداعيات التصعيد الإسرائيلي على المنطقة بأسرها. لم تقتصر جهود جلالته على التصريحات فحسب، بل تجسد تحركه الدؤوب في أكثر من 600 نشاط داخلي وخارجي من أجل غزة ومن أجل القضية الفلسطينية. كانت رسالته واضحة ومؤثرة: لن يتراجع الأردن عن دوره التاريخي في دعم الفلسطينيين، ولن يتوانى عن محاربة أي محاولات لتصفية قضيتهم.

 

صمود أهل غزة، الذي أذهل العالم، كان في حاجة ماسة إلى الدعم الإنساني والطبي والإغاثي. لم يتوانَ القائد الهاشمي في اتخاذ خطوات حاسمة لتجاوز الحصار على القطاع، متجاوزًا الحواجز السياسية والجغرافية، ووقف شامخًا أمام صمت المجتمع الدولي. بتوجيهات ملكية، أطلق الأردن سلسلة من المبادرات الإنسانية الجبارة لدعم قطاع غزة. انطلقت قوافل المساعدات البرية المحملة بالمواد الطبية والغذائية، ورافق ذلك عمليات إنزال جوي نفذتها القوات المسلحة الأردنية تحت إشراف مباشر من جلالة الملك، لضمان وصول المساعدات في أسرع وقت ممكن.

 

لم تقتصر المساعدات الأردنية على المواد الإغاثية فحسب، بل أرسل الأردن مستشفيات ميدانية مهيأة بالكامل لاستقبال المصابين. عملت هذه المستشفيات بلا كلل لتخفيف معاناة الأشقاء في غزة، وتوفير الرعاية الطبية للمصابين والجرحى. كان الأردن، كما عهدنا دائمًا، السبّاق في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين بكل ما يملك من إمكانيات، ليقدم نموذجًا حيًا على التضامن الإنساني.

 

 

"دعمنا الصمود، وسندعم البناء”؛ هذه هي الرسالة التي أطلقها الأردنيون في وجه العدوان الإسرائيلي. على مدار 467 يومًا، لم يدخر الأردن جهدًا في تقديم الدعم السياسي، القانوني، الإنساني والإعلامي للأشقاء الفلسطينيين. بل واصل المملكة بكل قوة دعم صمودهم في غزة، وكان صوتها مدويًا في المحافل الدولية، داعمة القضية الفلسطينية في كافة الساحات السياسية.

 

 

منذ أن بدأ الهاشميون مهمتهم في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، كانت المملكة الأردنية الهاشمية تتبنى قضية فلسطين باعتبارها قضيتها الأولى. وقد استمرت هذه المسؤولية على مر العصور، حيث ترتبط الوصاية الهاشمية بالقدس ارتباطًا وثيقًا. وبفضل هذا الدور التاريخي، استمر الأردن في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، متحملاً مسؤولياته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ستظل ثابتة في دعمها الكامل لفلسطين والشعب الفلسطيني. ستستمر في تقديم العون للمجتمع الدولي في إحقاق حقوق الفلسطينيين، ولن تتراجع عن حماية القدس والمقدسات. سيبقى الأردن، كما كان دائمًا، قلب الأمة النابض بالعدالة والإنسانية في مواجهة التحديات الكبرى. استمرار المملكة في الوقوف مع فلسطين هو تأكيد على الموقف الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني سيظل في قلب هذه المسيرة الطويلة من الصمود إلى البناء.