الرئيس العائد للبيت الأبيض ؛

نبض البلد -
 
د. حازم قشوع
 
بعد معركة استمرت لأربعة أعوام، وحمله انتخابية هي الأطول لمرشح رئاسة أمريكية تخللها مد قانوني وجزر سياسي نتيجة دعاوي قضائية ورفض من منظومة الحكم الامريكية، يعود  دونالد ترامب للبيت الأبيض حاملا معه تجربه عميقه من معارك طويلة خاضها أثناء حكمه وبعد سقوطه الانتخابي، لكن ارادته الصلبة جعلته حاضرا في المشهد السياسي، وهذا ما ابقاءه في الأضواء طيلة فترة حكم خصمه الرئيس المغادر جوزيف بايدن، الأمر الذي جعل من الرئيس دونالد ترامب يكون فى الأضواء فى كل جمله بيان كان يتخذها البيت الأبيض مع كل جلسة محكمة كان يقف فيها أمام القضاء، وهذا ما جعله فى منافسة دائمة مع الرئيس جو بايدن وما ابقى حضوره السياسي فى صدارة المشهد دائما.
 
الرئيس العائد للبيت الأبيض شاهد حال السياسيين أثناء فترة حكمه، كما شاهدهم عندما كان فى جناح المعارضة، وهذا ما يجعل من صورة المشهد لدية تكون أكثر اتزانا و تأهيلا وهو ما سينعكس على قراراته كما انعكس على كيفية اختياره لفريقه الإدارى، الذى سيسعى عبره على إعادة بناء تصورات جديدة تحمل أفكار من خارج صندوق المنظومه التى جاء من خارجها وانتصر عليها في موقعتين من أصل ثلاثة خاضها معها، وهذا ما يجعله يكون صاحب خبرة ودراية عميقة نتيجة معاركه الطوال وخبرته الطويلة التي اكتسبها خلال الثمان سنوات السابقة فى مقعده فى بيت الحكم كما فى مقعده لجناح المعارضة التى حملها بدلا من أن تحمله، وهو ما جعله يمتلك قيادة مؤثره تحظى بمرجعيه قبول عند الحزب الجمهوري كما عند الحزب الديمقراطي الذي راح يتوافق معه ويشكل له درع حماية بعدما فرض على نتنياهو و الإيباك وقف الحرب في غزة، وهي صورة لا تحدث كثيرا فى المشهد الأمريكي بتوافق الحزب الديمقراطي والجمهوري ضد الايباك ونتنياهو الذي خسر الجولة الأولى قبل عملية التنصيب.
 
وقف النار في قطاع غزة كما الظروف السياسية التي واكبت فوزه فى الداخل الأمريكي، زادت من مخاوف اغتيال الرئيس الأمريكي، للدرجة التي انتقلت فيها مراسم التنصيب الرئاسي من الساحة الخارجية للكابيتول إلى داخل الكابيتول بصورة لم تحدث منذ أربعين عاما، وتم اعزاء السبب الرسمي لذلك  لدواعي الطقس البارد وإن كانت اجواء واشنطن فى هذه الأوقات دائما باردة، لكن هذه التداعيات تجعل من حركة الرئيس العائد بحاجة لكثير من الاحتياطات الأمنية سيما وقد كشف الرئيس العائد عن بعض جوانب سياساته، اضافه لحاله الانفكاك الانجلو امريكية التى يريد ترسيمها ودرجة الابتعاد التى راح يرسيها فى ابتعاده عن الأيباك وقواعد الربط الواصلة في سياساته الأمنية والعسكرية، التى مازالت غير واضحة نتيجة الهواجس الأمنية التي مازالت تخيم على مجريات الامور فى حركه الرئيس العائد وقراراته.
 
ولعل الحالة الظرفية التي يعيشها دونالد ترامب كانت تستدعي وقوف الأصدقاء مع الرئيس العائد للبيت الأبيض وأسرته، الأمر الذي جعل من الملكة رانيا العبدالله ان تلتقى فى فلوريدا مكان إقامة الرئيس دونالد ترامب مع ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الذى تربط الاسره الهاشميه مع عائلة ترامب علاقات صداقه عائليه لم تنقطع حبل الموده بينها بل زادت بعد خروج الرئيس دونالد ترامب من سدة الرئاسة، معه ومع أعضاء الحزب الجمهورى وبشكل خاص مع إيلون ماسك الذي كان قد حضر حفل زواج الأمير الحسين ولي العهد، وهى العلاقات التى يحرص على توثيقها دائما الملك عبدالله وتثبيت قوامها على الرغم مما شهدته الحالة الامريكيه من حاله تبدل عميقة، فالاردن بقيادته الهاشمية سيبقى حريص على تعزيز قوام العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا، لايمان الاردن بأهمية هذه العلاقة لحفظ أمن المنطقة واستقرار مجتمعاتها، وهو ما راحت لتجسده الملكه رانيا فى لقاءها مع ميلانيا ترامب فى فلوريدا داعمه ومباركة للرئيس العائد عودته للبيت الأبيض.