في زيارةِ عملٍ سريعة إلى مدينة العقبة وعقدي عدد من اللقاءاتِ الرسمية مع عددٍ من مسؤوليها للاطلاع على الجُهود المبذولة في المحافظة الجنوبية، خرجتُ بعددٍ من الملاحظات، التي تحتاج إلى الوقوف عليها، باتجاه تسليطِ الضوء على حجم العمل المُنجز، وتقديم كل ما يلزم للوصول بالمدينة إلى الغاية المخطط لها.
ربما ما يلفتُ الانتباه وجود ضعف معرفي لما يحدث هناك، وهذا الضعف يتأتى من تقصيرٍ مُزدوج من المسؤول والمؤسسات الإعلامية، حيث العلاقة بين الطرفين تحتاج إلى إعادة التوجيه والتفعيل بما يعود بالنفع على المدينة التي لا يعلمُ الكثير من الأردنيين في أنحاء المملكة ما يجري هناك من تطور كبير من مختلف النواحي.
على القائمين على مؤسسات المحافظة الانفتاح أكثر على الإعلام لتقديمِ شرحٍ كافٍ للناس عمَّا تشهده المحافظة التي تعتبر متنفس اقتصادي وسياحي للأردن، وتلعب دورًا كبيرًا في ربط الأردن بالعالم.
كما على المؤسسات الصحفية الانخراط أكثر بكافة القضايا بالمحافظة وتسليط الضوء على المنجز المتحقق، إلى جانبِ تناول أي تقصير في العمل، أو تقديم مقترحات من أرض الواقع، ونقل صورة المسؤول والمواطن بنفسِ الوقت، لتشكيل رأي عام ورسمي بكل ما تحتاجه العقبة لتحقيق المزيد من التقدم والتطور.
الأردن ليست عمان، واقتصار العمل الإعلامي بالعاصمة، أو معظمه، يعد مثلبة لا بد وتداركها. صحيح أن هناك تغطية إعلامية لكافة المحافظات بيد أنها تحتاج إلى تعزيز من كافة الأطراف.
على المسؤول بالعقبة المبادرة بالتواصل مع الإعلام والاشتباك به، فهو الرافعة الرئيسية في تقديم المعرفة اللازمة لما يحدُث هناك. اقترح زيارات إعلامية متواصلة للعقبة والقيام بجولات وزيارات هدفها الاشتباك المباشر مع أطيافِ المجتمع هناك، لكي يعلم الأردنيون أن ثغرَ الأردن الباسم ليس بحرًا وفنادق وأسواقًا فقط.