نبض البلد -
إعداد: محمود أبو زيد – تقرير خاص
في إطار الإصلاحات الإدارية التي تشهدها سوريا تحت إشراف الحكومة الانتقالية، تم تعيين الفلسطيني الأصل عدنان حسن، وهو من أبناء مخيم جرمانا، مديرًا عامًا لمصرف التسليف الشعبي. يُعد هذا القرار انعكاسًا لرؤية جديدة تتبناها الإدارة الحالية، التي تسعى لتكريم الكفاءات الوطنية بمختلف خلفياتها وتعزيز الاندماج بين السوريين والفلسطينيين، في سياق بناء سوريا جديدة قائمة على الكفاءة والشراكة.
الفلسطينيون والسوريون: شراكة حياة وتاريخ
عاش الفلسطيني في سوريا كشريك حقيقي يتقاسم مع السوري همومه الحياتية اليومية، حتى بات التلاحم بين الشعبين مثالًا للتعايش الذي يعكس الروابط التاريخية والاجتماعية.
على الرغم من محاولات النظام السابق استغلال القضية الفلسطينية لأهداف سياسية، تسعى الإدارة الحالية لتعزيز هذا الاندماج على أسس صادقة، بحيث يشعر الفلسطيني بأنه جزء لا يتجزأ من النسيج السوري، دون أن يفقد هويته الوطنية أو ينسى قضيته الأساسية.
فبينما احتضنت المخيمات الفلسطينية العديد من الأسر السورية التي لجأت إليها في أوقات صعبة، تحولت هذه المخيمات مع مرور الوقت إلى مراكز تجارية نابضة بالحياة تخدم الجميع. وفي المقابل، عاشت مئات الأسر الفلسطينية في المدن السورية، مندمجة بين السوريين، حتى أن البعض بات يتفاجأ عندما يكتشف أن هذا المسؤول أو الفنان من أصول فلسطينية. ومع ذلك، لم يغير هذا الاندماج شيئًا من المشاعر المتبادلة أو التقدير بين الجانبين.
عدنان حسن: نموذج للاندماج والتميز
السيد عدنان حسن، البالغ من العمر 48 عامًا، يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات السورية، بالإضافة إلى دراسات عليا في العلوم المالية والمصرفية ودبلوم متخصص في إدارة المخاطر المالية. يتمتع بخبرة مهنية تزيد عن 20 عامًا في القطاع المصرفي السوري، حيث شغل عدة مناصب قيادية في مصارف وشركات مالية مختلفة.
تعيين عدنان حسن في هذا المنصب الرفيع يُجسد نجاح الفلسطينيين في سوريا، حيث تميز بمسيرته المهنية الطويلة ورؤيته الاستراتيجية التي تركز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، معتبرًا هذه الفئة المحرك الأساسي للنهوض بالاقتصاد السوري في ظل الظروف الراهنة.
دور مصرف التسليف الشعبي
يُعد مصرف التسليف الشعبي مؤسسة رئيسية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو قطاع بحاجة ماسة إلى دفعة قوية للنهوض به، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، مثل:
•نقص الموارد المالية.
•الحاجة لإعادة بناء الفروع المتضررة.
•تحسين الثقة بين المصرف والعملاء.
المهام المستقبلية لعدنان حسن
وضع السيد عدنان حسن خطة طموحة لتحقيق الأهداف التالية:
1.إعادة هيكلة العمليات المصرفية: ضمان الشفافية والكفاءة في جميع الأنشطة.
2.دعم المشروعات الصغيرة: تقديم برامج تمويل مبتكرة لتنشيط الاقتصاد المحلي.
3.تحسين الخدمات الرقمية: تسهيل المعاملات من خلال تطوير منصات إلكترونية حديثة.
4.تعزيز الشراكة مع العملاء: تقديم خدمات مالية ميسرة تناسب جميع الفئات.
دلالات التعيين
يعكس تعيين عدنان حسن مديرًا عامًا لمصرف التسليف الشعبي إدراك الإدارة الانتقالية لدور الفلسطينيين في بناء الدولة السورية. كما يعزز هذا القرار فكرة أن الفلسطيني في سوريا ليس مجرد ضيف، بل شريك حقيقي في بناء المستقبل، دون أن يتخلى عن انتمائه وهويته الوطنية.
خاتمة
يمثل تعيين عدنان حسن خطوة جديدة نحو تعزيز مفهوم المواطنة والشراكة، بعيدًا عن السياسات السابقة التي استغلت القضية الفلسطينية لأغراض دعائية. تحت قيادة السيد حسن، يُتوقع أن يشهد مصرف التسليف الشعبي تحولًا إيجابيًا يخدم جميع المواطنين السوريين، ويؤكد أن الكفاءة هي المعيار الأساسي لبناء سوريا الجديدة.