نبض البلد - الجولاني يعين ابو قصرة وزيرا للدفاع
إعداد: محمود أبوزيد
النشأة والخلفية
مرهف أبو قصرة، الملقب بـ”أبو حسن 600”، هو شخصية سورية بارزة وُلد في مدينة حلفايا بمحافظة حماة عام 1983، ويبلغ من العمر 41 عامًا. ينحدر من عائلة متواضعة عاشت في ريف يعتمد على الزراعة، في منطقة واجهت تحديات اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد.
التعليم والتكوين العلمي
أنهى تعليمه الثانوي في مدارس حلفايا، ثم التحق بكلية الزراعة بإحدى الجامعات السورية، حيث حصل على شهادة في الهندسة الزراعية. خلال سنوات الدراسة، أظهر اهتمامًا ملحوظًا بقضايا التنمية الريفية والتحديات البيئية التي تواجه المجتمعات الزراعية. هذا التوجه نحو خدمة مجتمعه ظل جزءًا محوريًا من شخصيته حتى بعد دخوله الحياة السياسية والعسكرية.
التأثيرات المبكرة
شكّلت النشأة في بيئة زراعية ريفية وعيًا مبكرًا لدى أبو قصرة تجاه مشاكل التهميش وضعف البنية التحتية في مناطق الريف السوري. هذه التجربة جعلته أكثر قربًا من القضايا المجتمعية التي تمس المواطن البسيط، مما زاد من شعبيته فيما بعد داخل الأوساط الريفية والمجتمعية.
التحول إلى العمل العسكري
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، وجد مرهف أبو قصرة نفسه أمام مرحلة مفصلية. بدأ أولى خطواته بالمشاركة في الحراك الشعبي المطالب بالتغيير، ومع تصاعد حدة الصراع، انخرط في العمل العسكري ضمن مجموعات محلية لحماية المدنيين. بفضل مهاراته القيادية والتنظيمية، صعد بسرعة ليصبح من أبرز القادة العسكريين على مستوى المنطقة.
انضم لاحقًا إلى هيئة تحرير الشام حيث تقلد منصب القائد العسكري، وبرز كأحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في عمليات الهيئة، خصوصًا في التخطيط والتنسيق بين الفصائل العسكرية. لقب "أبو حسن 600” ارتبط بنجاحه في قيادة العمليات العسكرية وتحقيق مكاسب ميدانية مهمة.
التعيين كوزير للدفاع
في 21 ديسمبر 2024، أعلنت القيادة العامة في سوريا تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة. هذا القرار جاء كجزء من مسار شامل لإعادة بناء الدولة السورية، حيث يُنظر إلى أبو قصرة كشخصية انتقالية تجمع بين الخبرة العسكرية والرؤية السياسية.
أولويات العمل في وزارة الدفاع
مع توليه المنصب، يواجه أبو قصرة مجموعة من التحديات الكبرى في قطاع الدفاع والأمن، حيث يُتوقع أن يركز على:
1.إعادة هيكلة الجيش السوري: العمل على دمج الفصائل العسكرية المختلفة ضمن مؤسسة واحدة ذات طابع وطني.
2.تعزيز الاستقرار الأمني: عبر تحسين التنسيق بين القطاعات العسكرية المختلفة وضمان الالتزام بالقانون.
3.التحديث والتطوير العسكري: تحسين جاهزية القوات المسلحة من خلال التدريب وتجهيزها بمعدات حديثة.
4.إعادة الثقة بالمؤسسة العسكرية: تعزيز صورة الجيش السوري كمؤسسة وطنية مستقلة تخدم الشعب.
الشعبية والعلاقات المجتمعية
أبو قصرة يحظى بدعم كبير داخل الأوساط الشعبية في ريف حماة والمناطق التي عمل بها خلال السنوات الماضية. قدرته على التوفيق بين احتياجات المدنيين ومتطلبات العمل العسكري أكسبته احترامًا واسعًا، مما جعله خيارًا مقنعًا لقيادة وزارة الدفاع في المرحلة الحالية.
خلاصة
مرهف أبو قصرة يمثل جيلًا جديدًا من القادة السوريين الذين برزوا في ظل الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد. يجمع بين خلفيته الريفية المتواضعة وخبرته العسكرية والسياسية، وهو الآن أمام مسؤولية كبيرة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية كجزء أساسي من إعادة بناء الدولة السورية.