التمكين الاقتصادي للشباب في خطاب العرش
نبض البلد - قال وزير الشباب المهندس يزن الشديفات، إن خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة عشرين لمجلس النواب يوم الاثنين، يحمل في طياته رؤية ثاقبة واهتماماً بالغاً بالشباب، مثلما كان الشباب حاضرا دوما في الخطابات الملكية والأوراق النقاشية وكتب التكليف السامي.
وبين الشديفات، البرامج والمشاريع التي تنفذها وزارة الشباب في إطار تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن مسارات ورؤى التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، تشكل ركائز أساسية في خطط وبرامج الوزارة ومحاور الاستراتيجية الوطنية للشباب وما ينبثق عنها من برامج تعنى في تنمية مهارات الشباب وبناء قدراتهم واستثمار طاقاتهم وتعزيز منظومة القيم لديهم وتهيئة مساحات ومرافق شبابية ورياضية آمنة وداعمة لهم.
وفي إطار التحديث الإداري أشار الشديفات إلى خطة تفعيل المراكز الشبابية وتطوير البرامج وتهيئة البنى التحتية وتمكين العاملين مع الشباب، كما تقوم الوزارة بإدارة وصيانة وتشغيل 5 مدن شبابية رئيسية وتعمل على تحويل 3 مجمعات رياضية إلى نواة مدن رياضية، إلى جانب إدامة وتشغيل وصيانة أكثر من 21 مجمعا رياضيا وملاعب خماسية.
وفي إطار تحديث المنظومة السياسية لفت إلى مشروع المعهد السياسي ببرنامجيه، الحكومة الشبابية التدريبية والبرلمان الشبابي التدريبي، والبرامج التي تعنى بترجمة القرار 2250 "الشباب والسلام والأمن" والاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن وبرامج تعزيز مشاركة الشباب في الانتخابات والأحزاب السياسية.
وتنفذ الوزارة ضمن محور الأمن والسلم المجتمعي، برامج توعوية في قانون الجرائم الإلكترونية ومجابهة التجنيد الإلكتروني ونبذ التطرف والعنف، وبرامج تحصين الشباب من آفة المخدرات.
وفي إطار المشاركة المجتمعية أشار كذلك إلى البرامج التطوعية مثل معسكرات الحسين للعمل والبناء وخطط الوزارة في تنظيم العمل التطوعي وتكريم الجهود التطوعية المتميزة للأفراد والمؤسسات والفرق الجماعية من خلال جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي.
وفي إطار التمكين الاقتصادي، أوضح البرامج التي تنفذ ضمن محور الريادة والتمكين الاقتصادي من استحداث حاضنات الأعمال والملتقيات الوطنية الريادية وبرامج التدريب المهني والتقني ونوادي البحث عن عمل، وبرامج توطين ودعم المبادرات الشبابية وبرامج مركز إعداد القيادات الشبابية والتي تم منح العديد منها رخصة مزاولة المهن من هيئة تنمية المهارات المهنية والتقنية، إضافة إلى برامج تمكين الشباب في مهارات اللغة الانجليزية، كما ستعزز الوزارة برامج الريادة في الأعمال بما يحقق مضامين الخطاب الملكي في خلق فرص عمل وتمكين الشباب من متطلبات وظائف المستقبل.
وتنفذ الوزارة في مجال البيئة والصحة برامج التغير المناخي وتوطين المبادرات الشبابية البيئية وبرامج الصحة النفسية والأنشطة والفعاليات الرياضية، وتحرص على تفعيل التعاون مع الجامعات من خلال برامج تختص بالطلبة الجامعيين في الأردن والطلبة الأردنيين في الجامعات الخارجية، وبرامج تمكين المرأة.
كما تحرص الوزارة على تمكين الشباب في التربية الإعلامية والمعلوماتية، لتمكينهم من مجابهة الشائعات وخطاب الكراهية ومساندة الجهود الوطنية في تحقيق الأمن والسلم المجتمعي.
وترجمة لمضامين الخطاب الملكي في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتوحيد الجهود الوطنية، تنتهج الوزارة سياسة الانفتاح والشراكة مع جميع المؤسسات العاملة مع الشباب من مؤسسات رسمية ووطنية أو المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، وهو ما سترتكز عليه الوزارة أيضا خلال إعداد الاستراتيجية الوطنية للشباب 2026 – 2030.
وأشار الشديفات، إلى أهمية ما ورد في الخطاب من استراتيجيات تهدف إلى تعزيز دور الشباب في المجتمع وتمكينهم من تولي وظائف المستقبل، مضيفا أن هذا الخطاب يؤكد المكانة الهامة التي يحتلها الشباب ضمن الأولويات الوطنية باعتبارهم عماد المستقبل وأمل الأمة.
وبين أن ما تضمنه الخطاب الملكي من دعوات في تمكين الشباب وإعدادهم للمستقبل يعكس إيمان القيادة بقدراتهم وإمكاناتهم الكبيرة، فضلا عن أهمية بناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم بما يواكب التطور التكنولوجي ووظائف المستقبل، مضيفا أن هذا الخطاب يعزز من عزيمتنا ويحفزنا على المثابرة والعمل الدؤوب لترجمة الرؤى الملكية ومسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
وفي معرض حديثه قال الشديفات "إننا كشباب وعاملين مع الشباب نستلهم من الخطاب الملكي توجيهاً واضحاً نحو التمكين والريادة وتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية".
ولفت إلى أن الشباب الأردني يحظى باهتمام ومتابعة حثيثة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد، وهم يثمنون الدور الذي يقوده في حمل رسائل الشباب وقضاياهم في مختلف المحافل الدولية والعالمية.
إلى ذلك قال رئيس جامعة آل البيت سابقا الدكتور هاني الضمور، إنه في افتتاح الدورة العشرين لمجلس الأمة، شدد جلالة الملك في خطابه على أهمية تمكين الشباب ودور التعليم العالي في تحقيق هذه الغاية، حيث اعتبر جلالته أن التعليم العالي هو حجر الأساس لبناء قدرات الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات العصر، وجاء هذا التوجيه كجزء من رؤيته نحو تحقيق تحديث شامل، يدعم التنمية المستدامة ويرسخ قيم المشاركة الفاعلة في مسيرة الأردن.
وبين أن جلالته أكد أن التعليم العالي لا ينبغي أن يقتصر على منح الشهادات، بل يجب أن يسهم في بناء جيل متمكن قادر على التفكير النقدي والابتكار، وعلى تحمل مسؤولياته في المجتمع.
وشدد على ضرورة أن يكون التعليم مكملاً لسوق العمل، ويعزز قدرات الشباب على المنافسة في قطاعات مختلفة، ما يسهم في تأمين حياة كريمة لهم وتلبية طموحاتهم.
ولتنفيذ هذه الرؤية، أشار الضمور الى أن جلالة الملك دعا إلى تطوير المناهج الجامعية بحيث تتماشى مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، مع التركيز على المهارات التقنية والرقمية وتكثيف الجوانب البحثية والإبداعية، كما حث على تعزيز الشراكات بين الجامعات والقطاع الخاص، لضمان تكامل مخرجات التعليم مع احتياجات القطاعات الإنتاجية ما يقلل الفجوة بين التعليم ومتطلبات العمل.
وقال الضمور، إن جلالة الملك ركز على أن التعليم العالي هو بوابة الشباب نحو التمكين والإسهام في تطوير الأردن، من خلال بيئة تعليمية داعمة ومحفزة، تمكنهم من الانطلاق نحو آفاق واسعة من الإبداع والمشاركة الفاعلة، في ظل مجتمع يقوم على العلم والعمل والتحديث الدائم لبناء مستقبل مزدهر للأردن.
بدوره أشاد عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد صايل الزيود بخطاب جلالة الملك قائلا "نقدر عاليا خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين، الذي يعكس رؤية متكاملة للتحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الأردن. هذا الخطاب يؤكد التزام جلالته بمسيرة إصلاح شاملة، تضع الإنسان الأردني في جوهر الاهتمام والتوجه".
وبين أن جلالته أشار إلى أهمية تمكين الشباب وتأهيلهم لوظائف المستقبل، وتعزيز دور الأحزاب البرامجية وتفعيل مشاركة المرأة والشباب. هذه المبادرات تمثل خطوات أساسية نحو ترسيخ ثقافة التعددية السياسية وتعزيز الممارسة الديمقراطية، ما يتيح للأجيال القادمة الفرصة للمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل الوطن.