حسين الجغبير يكتب : الأردن بين ترامب وهاريس

نبض البلد - حسين الجغبير
انطلقت الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ يصوت الأميركيون لاختيار رئيس جديد بين مرشحي الحزبين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، والتي حلت مكان الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بعد انسحابه من سباق الترشح.
نتيجة الانتخابات الأميركية ستنعكس على العالم أجمع، وليس على الداخل الأميركي الكثير، ما يعني أن الكثير من الملفات ستشهد تحولاً في مساقها، نظرًا لاختلاف واسع في وجهات النظر بين المترشحين ترامب، وهاريس، خصوصًا في الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
ترامب، وكما هو معروف عنه ليس رجل حرب، ففيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، ستواصل هاريس نهج جو بايدن بدعم أوكرانيا، في حين يؤكد ترامب أنه لن يتوانى عن إنهاء الحرب، منتقدًا باستمرار تقديم بلاده مساعدات اقتصادية وعسكرية لأوكرانيا حيث تعهد بأن يوقف دعم الأوكرانيين.
أردنيًا، نحن مع إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية نظرًا لما تركته هذه الحرب من تأثيرات اقتصادية خصوصًا على الدول الأكثر فقرًا، مقارنةً بالدول الغنية التي ربما حققت مكاسب جمة جراء هذه الحرب.
وبخصوص الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يعنينا أردنيًا بصورة أكثر أهمية وشمولية، فلا اختلاف بين المرشحين في قضية دعم دولة الاحتلال إلى أبعد حد إجرامي بحق المنطقة، والفلسطينيين تحديدًا، فحرب الإبادة الصهيونية في جنوب لبنان، وقطاع غزة، بدعم أميركي صريح هو عنوان إدارة الديمقراطيين الذين تمثلهم هاريس، التي لم تتوان في حملتها الانتخابية التأكيد على ذلك.
أمام ترامب، فرغم انتقاده رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بصراحة وقوله "إن على إسرائيل انهاء مهمة الحرب بسرعة"، لا يتردد في حملته على إظهار حبه لإسرائيل، ولا يمكن لنا أن نتناسى أنه قد بدأ في عهده تنفيذ ما عرف حينها بـ"صفقة القرن".
أعتقد أنه ورغم أن الأردن يملك علاقات متينة مع المؤسسات الأميركية بغض النظر عن هوية الرئيس الأميركي، لما يناله الأردن من ثقة لدى هذه المؤسسات، ولما لجلالة الملك من تأثير فيها لإدراكها أنه يمثل الصوت العاقل، والفاهم لما يجري في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
قد نكون أكثر راحة مع الديمقراطيين منهم من الجمهوريين، أي مع هاريس وليس ترامب، نظرًا للتجربة المريرة التي عشناها في عهد ترامب، والضغط السياسي والاقتصادي والمالي الذي مورس على الأردن للموافقة على صفقة القرن.
في المجمل ربما العالم بحاجة إلى الإبقاء على الديمقراطيين في إدارة البيت الأبيض لأن أحدًا لا يمكنه المراهنة على ما قد يفعله الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب إذا ما أعيد انتخابه رئيسًا جديدًا هناك.