نبض البلد - قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إن الأركان التي قامت عليها الدولة الأردنية منذ تأسيسها، كانت وما تزال تعلي من شأن الثقافة وقيمها، وتثري السردية الوطنية بالإنجازات التي جعلت من تجربة بلدنا حالة استثنائية في المنطقة في سائر الأبعاد التنموية، وعلى رأسها الثقافة كعنوان للفخار الوطني والوعي .
وأشار الرواشدة خلال رعايته اليوم الخميس فعاليات ملتقى العقبة الثقافي الثاني تحت شعار "الدعم الملكي للثقافة" ضمن احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية الى "المنجزات الثقافية في عهد جلالة الملك التي شكلت مدونة تاريخية وذاكرة للأجيال للاعتزاز بتاريخ الوطن وسيرة ومسيرة الهاشميين".
وقال، إن مدينة العقبة تحمل مدونات الثورة العربية وأدبياتها ورمزيات ثقافية انعكست على قيم الأمة ولغتها العربية، ومشاعر العروبة، وشموخ الراية التي ترتفع وسط ساحة الثورة العربية الكبرى، مشيرا الى رؤى جلالة الملك للثقافة كمحرك أساس للوعي الاجتماعي، وانحيازها للعقل والعقلانية وتكريس قيم التسامح والتشاركية والحوار، ونبذ العنف والتطرف التي تجسدت في الأوراق النقاشية، وفي جل منطوقه السامي، ورؤى جلالته في توطين المعرفة، واقتصادات الثقافة والذكاء الاصطناعي والانتقال للرقمنة، بوصفها لغة العصر التي تفتح الآفاق لمستقبل الأجيال، والتأكيد على التمسك بتراثنا وأصالتنا.
وأكد ان وزارة الثقافة تنطلق في خططها وبرامجها ومشاريعها من الاستراتيجية الثقافية الوطنية، ومن ثوابتها الوطنية والقومية التي تتصل بالهوية العربية الإسلامية وتراثها وقيمها، ورؤى حامل شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والحفاظ على هويتها العربية، وفي الوقت نفسه تنفتح الوزارة على الثقافة والمعرفة الإنسانية.
وأشار الى أن الوزارة تعمل على أساس تراكمي والبناء على ما تحقق من إنجازات في عمر الدولة الأردنية، وما تحقق من إنجازات خلال 25 عاما في عهد جلالة الملك من بنية تحتية، ومنها "المراكز الثقافية"، والمدن والألوية الثقافية، وبرامج النشر، والمهرجانات الثقافية والفنية، وما تم من تكريم ملكي للقامات الثقافية في كل مناسبة، مستذكرا الرواد والقامات الفكرية في الأدب والعلوم والمعرفة، ومنهم (ابن العقبة): ناصرالدين الأسد.
ولفت الى إن أية خطة للتطوير ينبغي أن تركز على أن الثقافة تشكل ركنا مهما من أركان الإنتاج، وهي جزء من التنمية الشاملة المستدامة تعمل على تعزيز الهوية الوطنية الناجزة، وتكرس حالة الانتماء من خلال الارتقاء بالوعي الاجتماعي والإنساني.
من جانبه أكد محافظ العقبة خالد الحجاج اعتزاز الاردنيين بالهاشميين الذين أولوا الثقافة كل اهتمام منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول وحتى يومنا هذا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرا الى ان الثقافة هي التاريخ والمستقبل والماضي مشيرا الى المبادرات الملكية التي كانت حاضرة في أرشفة ارث التاريخ منها تأهيل بيت الشريف الحسين بن علي في العقبة كمنارة تاريخية وحضارية وقلعة العقبة الاثرية التي تحكي تاريخ الاردن وارثه الحضاري .
ودعا الحجاج خلال الملتقى الذي حضره مفوض الريادة والاعمال في سلطة العقبة رمزي الكباريتي والنائب عبدالباسط الكباريتي وعدد من المسؤولين الحكوميين، الى الاسراع في انشاء مركز ثقافي في مدينة العقبة ليكون منارة اشعاع ثقافي وحضاري مؤكدا دعم المحافظة ومجلسها لإقامة مثل هذا المركز والسير في ملفه ليرى النور بأقرب وقت ممكن .
وتضمن برنامج الملتقى جلسات حوارية شارك فيه عدد من المثقفين الاردنيين تناولوا العمل الثقافي وقانون رعاية الثقافة التعريف بمضامينه وأهدافه وأهميته في دعم الأنشطة الثقافية والفنون وتعزيز الإبداع ، وقانون ضمان حق الحصول على المعلومات وقانون الوثائق الوطنية وأهميتها في الحفاظ على التراث الثقافي الأردني.