د. حازم قشوع يكتب:الملك في الرياض !

نبض البلد -
الملك في الرياض !
 
د. حازم قشوع
 
بحفاوة استقبال اخويه تترجم العلاقات السعودية الأردنية، وتؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين الجارين، حطت الطائرة الميمونة لجلالة الملك أرض الرياض ليكون فى استقبال الملك يرافقه الحسين ولي العهد أمير المنجز السعودي محمد بن سلمان ولى العهد، الذى قام بلفتة تحمل دلالة حميمة عندما اصطحب الملك وولي العهد فى سيارته الخاصة الى قصر الضيافة حيث جرى اللقاء الاخوي بين الجانبين الذي بين الحال المشترك الذي تقف عليه الأردن والسعودية في مواجهة التحديات الجسام التى تتعرض اليها المنطقة في هذه اللحظات التاريخية التى تشهدها مع اشتداد حالة الصراع الإقليمي الدائرة، وذلك للحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى منزلقات الحرب الشاملة.
 
الملك الذى يعمل بكل ديناميكبه دبلوماسيه لوقف الحرب المشتعله منذ اكثر من سنه يحرص على حوصلتها لئلا يدخل الجميع بمنزلقات خطيره يصعب باستدراكها من بعد، فى ظل تزايد الهوه بين طهران وتل ابيب من جهه واستفحال اله الحرب الاسرائيلية باعمال التقتيل والتدمير فى غزه القطاع كما فى الجنوب اللبناني، ولربما ستطال مجتمعات اخرى اذا ما استمرت حالة التصعيد الناتجه عن حاله الاحتدام القطبي التى ما فتئت تدفع المنطقه ومجتمعاتها ثمنا باهضا لتداعياتها.
 
وهذا ما جعل من اللقاء الاخوي بين الملك عبدالله وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتصف باللقاء المانع للمنزلقات والقادر على حماية المنطقة وحفظ محتوى السلم الأهلي فيها والسلام الإقليمي في ربوعها، لما يعول عليه من قطبي المشرق العربي من دور وأهمية من شأنها اتخاذ سياسات بعناوين قرارات تعمل على وقف إطلاق النار من جهة و تعيد للنظام العربي مكانه فى حفظ الأمن والاستقرار في قطاع غزة كما فى لبنان، لما يحمله الزعيمين من ثقل وازن عند بيت القرار الأمريكي بشقيه الجمهورى والديمقراطى ولما يشكله التوافق بين الجانبين من ثقل على المجتمع الدولي كما فى الدوائر الإقليمية.
 
وهو ما يجعل هذا اللقاء يتصف باللقاء الاستدراكي الذى يعول عليه تجنيب المنطقة تبعات احتدام الصراع بين طهران التي تستعد لتلقي ضربة كما تستعد لتوجيه الرد، واسرائيل التي راحت تحصن اجواءها منظومة ردعيه جديده امريكيه الاطلاق، وهذا ما يستلزم تظافر الجهود لحماية المنطقة ومجتمعاتها جراء حالة التصعيد الناشئة في أرجاءها.
 
ولأن العلاقات السعودية الأردنية كانت دائما تشكل حجر الزاوية لحفظ الأمن والاستقرار للمنطقة ومجتمعاتها، كما تشكل القضية الفلسطينية قضية مركزية يحرص على ضرورة حلها بناءا على المرجعية الأممية، فلقد كان يعول على هذا اللقاء ايجاد ارضية عمل تعمل على حماية أجواء المشرق العربي من اية اختراقات قد تعتريها وقد تحقق، فالاردن هو شريك استراتيجي لأمن دول الخليج حتى وإن كان لا يتمتع بالعضوية في مجلس التعاون، وهو ما يجعل الأردن يقف بكل قوة لتحصين مناخات المشرق العربي بما يجعله امنا مستقرا ضمن الشراكة الأخوية التي تجمع الأردن بعمقه فى المشرق العربي، وهذا ما بينته حالة التوافق بين الرياض وعمان كما أظهرته درجة الانسجام المشترك بين الملك عبدالله وأخيه محمد بن سلمان، الأمر الذي جعل من أجواء الزيارة تجيب على كل الاسئله من وحى تأكيد عمق العلاقات الأخوية بين الشقيقين الجارين منذ أن حطت أقدام الملك في الرياض.