نبض البلد - " وتيرة متصاعدة "
مهند أبو فلاح
الوتيرة المتصاعدة للتصريحات الصحفية و التسريبات الإعلامية الصادرة من كبار المسؤولين في تل أبيب توحي بأن الضربة الصهيونية لمنشآت حيوية داخل إيران باتت قاب قوسين أو أدني و أن الأمر برمته لن يستغرق وقتا طويلا خاصة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تفصلنا عنها أسابيع معدودة على اصابع اليد الواحدة ليس الا و هو الأمر الذي دفع كثيراً من المراقبين و المحللين للاعتقاد بأن موعد الضربة الاسرائيلية الانتقامية ردا على الهجوم الإيراني في مطلع شهر تشرين الاول / أكتوبر الماضي سيحين حتما قبيل الانتخابات الأمريكية المرتقبة بفترة زمنية وجيزة .
الارتباط العضوي الوثيق بين اختيار التوقيت الزمني للضربة الصهيونية بالتزامن مع قرب انعقاد انتخابات الرئاسة الأمريكية يعزز الشعور السائد لدى المعنيين بالشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط و الذي يتمثل في أن حكومة اليمين المتطرف في الدويلة العبرية المسخ تسعى جاهدة لتوظيف هذا الحدث بالغ الأهمية على الصعيد العالمي في مسعاها لتصفية حسابها مع حكام طهران من ناحية بل حتى أكثر من ذلك للتأثير على اتجاهات الرأي العام في داخل بلاد العم سام و تقديم الدعم و الإسناد لمرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس السابق دونالد ترامب على أمل أن يكمل هذا الرجل الكهل صفقة القرن التي شرع فيها خلال سني ولايته الرئاسية .
دونالد ترامب قد يكون المرشح المفضل لليمين الصهيوني المحافظ على حساب كاميلا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي و نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن التي تستند إلى دعم قوي من قواعد شعبية ذات ميول ليبرالية و يسارية نوعا ما إن جاز التعبير و أقليات عرقية أقل ولاءً للكيان الصهيوني مما هو عليه الحال لدى السيد ترامب ، لذا فإن مسعى حكومة بنيامين نتنياهو للتأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية يبدو مفهوما إلى حد بعيد ، و ربما شكلت الضربة الصهيونية إلى مواقع حساسة في قلب إيران و تصعيد الصراع الدامي مع هذه الأخيرة إقليميا ورقة رابحة لن يفوت رئيس وزراء العدو الغاصب فرصةً كهذه لاستثمارها في وقت قاتل على نحو ما فعل سلفه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في صيف العام 1981 عندما أمر بشن غارة جوية مفاجئة على مفاعل تموز النووي العراقي قبيل ساعات قليلة من إجراء انتخابات الكنيست الصهيوني مستغلا في حينها انشغال العراق جمجمة العرب في حربه مع نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران ، فهل يتكرر ذات المشهد الذي رأيناه قبل ثلاثة و أربعين عاما من جديد ؟؟؟!!!!!